سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة مكة.. رسالة حاسمة لطهران.. استراتيجية لمواجهة التصعيدات الإيرانية.. غير مسموح تعريض أمن الخليج للخطر.. الدول العربية لا تسعى للحرب.. والخيار العسكري مطروح
كان لدعوة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، لقادة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد قمتين طارئتين، عربية وخليجية، فى مكة، فى الثلاثين من مايو الجاري، على هامش مؤتمر القمة الإسلامية، العديد من الأسباب التى استوجبت توحيد الجبهة العربية فى مواجهة المخاطر التى تتعرض لها المنطقة العربية، على خلفية التصعيد الإيرانى الأخير، واستهداف ميليشيات الحوثى فى اليمن، شركة «أرامكو» السعودية بثمانية طائرات مسيرة، لاستهداف المصالح العربية على خلفية التصعيد الأمريكى وحلفائه فى المنطقة ضد إيران، كما أن القمتين المزمعتين ستبحثان الاعتداءات الأخيرة على محطتى نفط بالسعودية، والهجوم على سفن تجارية بالمياه الإقليمية الإماراتية وتداعياتها على المنطقة. موقف عربى موحد لا ينعكس استهداف المملكة العربية السعودية على أمن السعودية فقط؛ لأن السعودية قادرة على حماية أمنها وأمن مواطنيها، ولكن الخطر الإيرانى لا يهدد السعودية فقط، بل يهدد الأمن القومى العربي. ومن الطبيعى أن تتمخض العديد من القرارات الاستراتيجية عن القمم الثلاث التى ستشهدها مكةالمكرمة، وعلى درجة كبيرة من الأهمية، لناحية الخروج بموقف عربى وإسلامى تجاه إيران، وتوجيه رسالة حاسمة لطهران، أنه من غير المسموح تعريض أمن الدول الخليجية للخطر، من جانب إيران وسياساتها، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ الحوثية التى تأتمر بأوامر إيرانية إلى الأراضى السعودية، واستهداف مصالح دول خليجية أخرى، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، إذا لم يسمح لإيران بتصدير نفطها. وامتدادًا لذلك، أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، الدكتور يوسف العثيمين، بأن «جسامة القضايا وكبر حجم التحديات التى تواجه العالم الإسلامى فى هذه الأيام، تتطلب الدفع بالجهود الإسلامية لمواجهة التحديات التى تعترض الأمة الإسلامية، ومن هذا المنطلق فإن قيادة تحرك جماعى للعمل على حل المشكلات والأزمات والتصدى للتحديات التى تواجه عالمنا الإسلامي، انطلاقا من المملكة العربية السعودية سيكون لها أثرها الإيجابي». وبالتالى ستمثل قمة مكة موقفًا إسلاميًا موحدًا، وأنها سوف تجمع العرب حول هدف واحد وهو الدفاع عن الأمن القومى العربي. ملفات متشابكة تبحث القمتان التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية فى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، فى ظل الهجوم على سفن تجارية فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمى والدولى وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية. وتنعقد القمة تحت شعار (قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل)، بهدف بحث سبل مواجهة التهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى، وبلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية فى العالم الإسلامي. ونظرًا لأهمية القمة، عممت جامعة الدول العربية الدعوة الموجهة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى قادة الدول العربية، لعقد قمة عربية طارئة فى مكةالمكرمة، فى خضم تزايد التوتر وقرع طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة فى منطقة الخليج. قمة استثنائية تختلف قمة مكةالمكرمة الاستثنائية لدول منظمة المؤتمر الإسلامى عن القمم الاستثنائية والعادية السابقة، فى كونها الأولى التى تضع «خريطة طريق» تحدد وجهة دول العالم الإسلامى التى تولى أهمية «لإعادة ترتيب البيت الإسلامي» فى سبيل التعامل مع الأخطار والتحديات فى جوانبها الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعلمية والتنموية التى يواجهها العالم العربى والإسلامى المعاصر وسبل التعامل معها لمنهج يتوخى الموضوعية والواقعية ليكون بمثابة برنامج عمل قابل للتنفيذ والتطبيق، كما أن دعوة العاهل السعودى لقمتين عربية وخليجية قبيل القمة الإسلامية يؤشر بصورة كبيرة على حجم التحديات التى تواجهها المنطقة العربية وتوضيح الحقائق للرأى العام العالمى والعربي، وحتى الإسلامى بأن مستوى الخطر والتهديد الإيرانى وصل إلى مرحلة تتطلب المواجهة بكل الطرق والوسائل، أملًا فى الخروج بموقف موحد وحث إيران على التوقف عن تبنى مثل هذه السياسات. قضايا عربية من المرتقب أن يبحث القادة الأعضاء فى المنظمة من آخر المستجدات الجارية فى القضية الفلسطينية، إضافة إلى إعلان موقف موحد إزاء التطورات الأخيرة فى عدد من الدول الأعضاء، واتخاذ مواقف واضحة من الأحداث الأخيرة الخاصة بالأقليات المسلمة، وما يتعلق منها بتنامى خطاب الكراهية ضد الجاليات المسلمة، وما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، وضرورة التصدى للإرهاب والتطرف العنيف. وفى نفس الإطار أوضح وزير الدولة للشئون الخارجية عضو مجلس الوزراء السعودي، عادل بن أحمد الجبير، بأن المملكة العربية السعودية تتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيد الإقليمى والدولى والتى تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيرانى ووكلائه العدوانية فى المنطقة، مبينًا أن المملكة العربية السعودية تؤكد على أن يديها دائمًا ممتدة للسلم وتسعى لتحقيقه. وتمثل الدعوة السعودية لعقد قمتى عربية وخليجية بالإضافة إلى قمة العالم الإسلامة بادرة مهمة من جانب الرياض لتعزيز أمن واستقرار المنطقة وترتيب البيت العربى فى مواجهة التحديات التى تتعرض لها المنطقة العربية وشعوبها، للوصول إلى أفضل الصيغ المشتركة لضمان وحدة وسلامة واستقرار المنطقة العربية والحفاظ على أمنها الإقليمي، وبلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية فى العالم العربى والإسلامي. بالإضافة إلى أهمية التوقيت لهذه القمة فى ظل الأوضاع السياسية الملتهبة، والتوقعات التى قد تسفر عن سيناريوهات عدة تعيد للمنطقة هيبتها ومكانتها التى فقدتها جراء اهتزاز البيت الخليجى حتى أصبح من السهل اختراقه فى ظل الظروف السائدة الآن، وإمكانية تشكيل قوة عسكرية عربية كقوة ردع إقليمية لمواجهة الطموحات الإيرانية فى إطار سياسة توازن القوى.