تشتهر محافظة بورسعيد خلال احتفالاتها بأعياد الربيع، بمسارح ومهرجانات دمية «اللنبي» الشهيرة، حيث يتوافد آلاف الزوار من المحافظات المجاورة ليلة شم النسيم لمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية معها، فضلا عن الاستمتاع بفقرات السمسمية والفنون الشعبية التى تقدمها فرق المدينة الباسلة بالمجان لأهالى المدينة وزوارها. ويرجع أصل تسمية الدمية الشهيرة، إلى «إدموند اللنبي»، الضابط البريطانى الذى اشتهر بدوره فى الحرب العالمية الأولى، حيث عمل مندوبًا ساميًا لبريطانيًا فى مصر، وكانت رتبته «فايكونت أول»، وعرف عنه قسوته وشدته مع العرب والمصريين، واضطهاده لأبناء إقليم قناة السويس، ومع فرض القوات البريطانية لحظر التجول فى مدن القناة، خرج أهالى المدن الثلاثة رفضًا للحظر، وأثناء تجوله فى أحد المراكب فى قناة السويس، قام الأهالى بالخروج وأعدموا دمى كبيرة ترمز له، وحرقوها أمامه، وتم عزله عن العمل كمندوب سامى فى مصر، وعاد إلى بلاده. إلا أن تقليد حرق دميته، استمر سنويًا حتى اليوم، وبدأ صناع الدمية فى تطويرها، وتطويعها فى نقد الظواهر السلبية بالمجتمع، ولعل أشهر وأقدم مسارح «اللنبي» فى بورسعيد، هو مسرح عائلة «خضير» بشارع أوجيني، الذى يصممها الفنان التشكيلي، محسن خضير، الذى تحدث عن فكرة العام الحالى قائلا: «فكرة هذا العام تتحدث عن التفكك الأسرى فى المجتمع، وارتفاع معدلات الطلاق، مما ينتج عنها أطفال الشوارع ومتعاطو المخدرات، وبالتالى يضر بالوطن من خلال أسلوب ساخر وكوميدي». وعلى بعد عدة شوارع من مسرح «خضير» يتواجد مسرح «السعيد الخطاط»، لصاحبه الفنان التشكيلي، محمد السعيد، الذى تحدث بفخر وسعادة قائلا: «أحب بلدى وأنتمى إليها بكل فخر، وكل عام أسعى لمشاركة المواطنين فرحتهم بأعياد الربيع، عن طريق تقديم مهرجان اللنبي». مضيفا: «بدأت من صغرى كأى مواطن بورسعيدى يقوم بعمل الدمية لحرقها فى شم النسيم، ثم تطورت الفكرة واكتملت لدي، وبدأت فى تقديم مهرجان اللنبى بداية من عام 1985 مستخدما أفكارا من المجتمع مثل نقد ظاهرة سلبية اجتماعية رياضية أو سياسية، كذلك تجسيد شخصيات معادية لمصر، ونالت معارضى والحمد لله إشادة الكثير من المواطنين». وحول احتفالية هذا العام يقول «الخطاط»، يقام المهرجان تحت عنوان «اللى ملوش خير فى أهله»، لنقد ظاهرة عقوق الوالدين، بعدما انتشرت ظاهرة قيام البعض بطرد والديهم فى الشارع، وننقل الصورة كاملة من خلال دمية اللنبى فى إطار كوميدى ساخر.