يحتفل الشعب المصري اليوم بشم النسيم، في كافة المحافظات، ويتميز في الاحتفال به بطقوسه الخاصة كأي مناسبة، بالإضافة إلى نوعيات الأطعمة التي لا تخفى على أحد، ويتم تناولها في هذا اليوم، فأبرزها الفطير والفسيخ، وتميز أهل الريف منذ قديم عهدهم، بصناعة الفطير الفلاحي بمنازلهم، إلا أنهم تنازلوا عن هذه العادة مؤخرا، ولجأوا إلى المخابز ليستعينوا ب"الصنايعية" لتفادي المشقة والعناء حتى وان استدعى الأمر تكلفة مضاعفة. تصطف النساء أمام الأفران الآلية بالقرى وحتى صباح يوم الاثنين، اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، انتظارا لدورهم في استلام الفطائر التي طلبوها مسبقا من صاحب الفرن، بالأجر المتفق عليه، وتجولت "البوابة" في بعض شوارع القرية، لمعرفة عاداتهم في الاحتفال، وكذا السبب وراء اندثار عادة صناعة الفطير بالفرن الفلاحي. وأوضح أحد صنايعية الفرن الكائن بإحدى القرى، "مرزوق صابر" 33 سنة"، الذي احترف صنعته منذ أكثر من 15 عام قائلا: "يعتبر شم النسيم موسم الفطير، وطول السنة شغله على الهادي، يا دوب على قد أم العروسة تاخده في "ثالث" بنتها، أو هف الشوق على الزبون ياكله، والفلاحين ما بقوش يخبزوا في بيوتهم، لسببين ربما يكون مابيعرفوش أو بيستسهلوا ولذلك بيلجأوا لينا، وفي كل الأحوال دا رزقنا، والفطيرة تكلفتها 45 جنيه بالسمن البلدي". وقالت الحاجة "نجفة عبدالستار" 63 سنة، عن السبب الذي جعل صناعة الفطير تندثر في منازل الفلاحين والأفران الفلاحي: "الفلاحين اتمدنوا لا بقى عندهم بقرة ولا جاموسة، وقليل منهم اللي لسة عنده غيط وأرض، ومبقاش عندهم "حطب" ولا "فرن فلاحي" يخبزوا فيه، وبيعتمدوا على الأفران الآلي والأفران الغاز اللي بتيجي في عفش العروسة، وأضافت:"دا غير ان مابقتش الصحة زي زمان". والتقطت طرف الحديث "صبيحة" قائلة: "عادة الفطير مابتنقطعش كل سنة، واللي له بنت متجوزة، الغني قبل الفقير لازم يعمله مهما كلفهم، وعادات الفلاحين ياخدوا زيارة لبنتهم المتجوزة برنجا وفطير وبيض وسمك وفاكهة، وأقل زيارة بتكلف حوالي 300 جنيه، ولو بنت متجوزة بعيد عن محافظتنا زيارتها بتكلف الشيء الفلاني". وأضاف أحد الأطفال ويدعى "محمد": "بنستنى شم النسيم من السنة للسنة، وبنحوش أنا وأصحابي من مصروفنا ونشتري أكل مع الفطير والرنجا، ونروح الغيط من أول ما الصبح يشقشق، وتابع:على الرغم اننا عايشين في الريف والغيط كل يوم قدامنا، لكن الفسحة يوم شم النسيم لها طعم تاني غير كل أيام السنة".