سناء جميل، فنانة مصرية راحلة، تميزت أدوارها بالتنوع والثراء بفضل إجادتها للغة الفرنسية وكذلك جذورها الصعيدية، وتمتلك رصيد فني يتجاوز 170 عملا ما بين السينما والتليفزيون والمسرح، وفي ذكرى ميلادها ال89 "البوابة نيوز" ترصد عددا من محطاتها الفنية الهامة. ولدت سناء جميل في 27 أبريل الجارى عام 1930 بمحافظة المنيا ولكنها تركتها مع عائلتها وشقيقتها التوأم قبيل الحرب العالمية الثانية، لتصل إلى القاهرة وتلتحق بمدرسة المير دى دييه الفرنسية الداخلية. درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت عام 1953، وعملت في الفرقة القومية واشتهرت بأدائها الجيد باللغة الفصحى واللغة الفرنسية، وكان الفن سببًا في القطيعة التي وقعت بينها وبين عائلتها في الصعيد. قدمت عدة أدوار سينمائية خلال فترة الخمسينات، لكنها اشتهرت على نطاق واسع بعد تقديمها لشخصية نفيسة من خلال فيلم "بداية ونهاية" عام 1960 المقتبس عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة، وشاركت في عشرات الأفلام السينمائية، من أبرزها: الزوجة الثانية، الشوارع الخلفية، المجهول، إضحك الصورة تطلع حلوة، كما عملت كذلك في الدراما التليفزيونية من خلال مسلسلات: خالتي صفية والدير، البر الغربي، الرقص على سلالم متحركة، الراية البيضا، ساكن قصادي. جمع "سناء"، بزوجها الكاتب الصحفى لويس جريس، موقفا طريفا، حينما حاول أن يكتم حبه لها اعتقادا منه أنها مسلمة، ولكنه لم يستطع وصارحها معاتبا القدر، قائلا: "لو مكنتيش بس انتي مسلمة وأنا مسيحي كنت طلبتك للجواز"، فابتسمت قائلة: "أنا مسيحية يا لويس وموافقة"، لتبدأ بعد ذلك مسيرتهما الزوجية عام 1961 لتستمر قرابة الأربعين عاما. أصيبت "جميل" بسرطان الرئة وفارقت الحياة بهدوء بعد ثلاثة أشهر من المعاناة والاحتجاز بالمستشفى، لكن "جريس" رفض دفنها وتركها جثة 3 أيام، أملا منه أن يظهر أحد أقاربها لتوديعها، ولكن ذلك لم يحدث، فدفنت سناء فى 22 سبتمبر 2002، وخرجت جنازتها من كنيسة العباسية.