أكد الشاعر عبده الزرّاع مسئول لجنة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر على أن هناك عددًا من المعوقات التى تقابل عملية نشر كتب الأطفال والتى تتمثل فى قلة دور النشر الخاصة التى تعمل فى مجال نشر كتب الأطفال، حيث إن كتاب الطفل يتكلف الكثير من الأموال، نظرًا لأن الناشر يتحمل أجرًا للكاتب وأجرًا للرسام، علاوة على تكاليف الطباعة الباهظة من ورق كوشيه وفصل ألوان، وقطع مميز كى يضمن إقبال الطفل عليه، هذا بالإضافة إلى معاناة التسويق والتوزيع بعد ذلك. مشيرًا إلى أن ناشر كتب الأطفال يبحث عن الربح، ولذلك فهو لا يقبل إلا الكتب التى يرى من -وجهة نظره- أن لها قارئًا وسوف تجد رواجًا فى سوق الكتب. استحواذ دور نشر كبرى على المعونة الأمريكية وتابع الزراع قائلًا: «فعلى الجانب الآخر يعانى كاتب الأطفال معاناة كبيرة فى نشر إنتاجه الأدبى، خاصة لو كان فى بداية طريقه الإبداعى، لأن دور نشر كتب الأطفال أصبحت الآن قليلة جدًا، مقارنة بنشر كتب الكبار، ولم يعد هناك إقبال من الناشرين على نشر هذه النوعية التى تتكلف الكثير، ويعانى معاناة كبيرة فى توزيعها، وظهرت هذه الأزمة بعد مأساة المعونة الأمريكية لنشر كتب الأطفال والتى استحوذت عليها بعض دور النشر الكبرى، وطبعت عددًا كبيرًا من كتب الأطفال تكفى سنوات، وما زالت مكدسة لديهم فى المخازن، ما أصاب سوق نشر كتب الأطفال بالشلل سنوات طويلة، وما زلنا نعانى من جرائها». المؤسسات الثقافية الحكومية أما المؤسسات الثقافية الحكومية فقال: «فهى تقوم بدور حيوى ومهم فى هذا المجال لنشر كتب الأطفال، فنجد أن هيئة قصور الثقافة لديها سلسلة «كتاب قطر الندى» التى تنشر كتبًا للأطفال، والمفروض أنها شهرية إلا أنها غير منتظمة فى الصدور كل شهر، وهذا نفس ما تعانيه سلسلة كتب «سنابل» للأطفال التى تصدرها هيئة الكتاب والتى أدير تحريرها، ويرأس تحريرها الشاعر والفنان محمد بغدادى، حيث إنها أيضًا من المفروض أن تصدر شهريًا إلا أنها أيضًا غير منتظمة فى الصدور شهريًا علاوة على تكدسها بالأعمال مما يجعل الكاتب ينتظر سنوات لصدور كتابه مما يصيب الكثيرين بالإحباط من جراء الانتظار الطويل، وتصدر هيئة الكتاب أيضا بصفتها أكبر ناشر حكومى سلسلة «النشر العام» لكتب الأطفال، وسلسلة الكتب المترجمة، وتقوم الأديبة الدكتورة سهير المصادفة رئيس الادارة المركزية للنشر بالهيئة بدور فاعل فى الارتقاء بمستوى النشر عموما ونشر كتب الأطفال خصوصا باشراف د. هيثم الحاج على، رئيس الهيئة، كما يصدر أيضًا المركز القومى لثقافة الطفل العديد من كتب الأطفال كل عام وننتظر نهضة فى هذا المركز فى النشر وغيره على يد صديقنا الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس المركز الجديد، ويقوم المركز القومى للترجمة بنشر العديد من الترجمات فى مجال كتب أدب وثقافة الطفل من لغات أخرى كثيرة، لكن ننتظر بشغف أن يؤدى هذا المركز دوره المنوط فى نشر الترجمات العكسية من العربية إلى اللغات الأخرى حتى تتعرف الشعوب الأخرى على ثقافتنا وإبداعاتنا، ولولا الترجمات لما عرف العالم الكاتب العالمى نجيب محفوظ وغيره من الكتاب العرب، وأحيانا يفاجأنا المجلس الأعلى للثقافة بنشر بعض الكتب للأطفال، كل هذا النشر قليل جدًا مقارنة بانتاج كتاب الأطفال من قصص، وأشعار، ومسرح، وروايات.. إلخ.. فى ظل التكدس الموجود فى السلاسل المختلفة فى تلك المؤسسات». منوهًا بأنه يجب ألا ننسى الدور المهم والرائد الذى تقوم به دار المعارف فى مجال نشر كتب الأطفال، وهى من أقدم وأهم الدور التى عملت فى هذا المجال، ولا ننسى مجلة «سندباد» التى كان يرأس تحريرها الكاتب سعيد العريان، ويرسمها ويخرجها الفنان الكبير «بيكار»، علاوة على أنها أصدرت مئات العناوين لكبار وشباب الكتاب خاصة السلسلة الرائدة «المكتبة الخضراء» التى عرفت العالم العربى بالكتاب المصريين، وغيرها من السلاسل الأخرى التى تصدرها المؤسسة، وكذلك «دار الهلال» التى تعتبر أيضًا من أقدم وأهم الدور التى عملت فى هذا المجال، ولا ننسى مجلة «سمير» من أقدم مجلات الأطفال فى العالم العربى والتى ما زالت تصدر حتى الآن، علاوة على نشر سلسلة «كتاب الهلال للأولاد والبنات» التى توقفت منذ فترة و«وروايات الهلال للأطفال» التى توقفت أيضًا، فقد تراجع دور الدار فى السنوات الأخيرة.