"إن النتيجة الأفضل والقرار الأكثر فعالية الذي يمكننا أن نعطيه للضحايا، ولشعب الكنيسة الأمّ المقدّسة، وللعالم بأسره، إنما هو التزامنا بتوبة شخصيّة وجماعيّة، ووداعة التعلّم، والإصغاء إلى الضعفاء، ومساعدتهم، وحمايتهم"، بهذه الكلمات التي قالها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في ختام اللقاء الذي عُقد في الفاتيكان من 21 حتى 24 فبراير 2019 حول حماية القاصرين في الكنيسة بدأ البيان الختامي للجمعية العامة العاشرة للجنة الحبرية لحماية القاصرين والتي عُقدت من 4 حتى 7 أبريل الجاري. وتابع البيان، وانطلاقا من الفعلين الأولين اللذين تحدث عنهما قداسة البابا أي الإصغاء والتعلم، معرِّفا بأن الجمعية العامة قد بدأت بالإصغاء إلى شهادة أم من أفريقيا جنوب الصحراء كانت في طفولتها ضحية اعتداء جنسي من الإكليروس، وهذا الإصغاء حسب ما ذكر البيان يشكل جزءً من التزام اللجنة الحبرية لحماية القاصرين المتواصل من أجل ترسيخ الجهود في إصغاء متنبه للواقع المعاش لمن تعرض لتعديات في الكنيسة، مؤكدة شكرها للسيدة الأفريقية على شهادتها وعلى الرؤية التي قدمتها حول الأمور المركبة التي يواجهها ضحايا التعديات في الإطار الثقافي الذي تنتمي إليه. أشار البيان الختامي بعد ذلك إلى افتتاح رئيس اللجنة الكاردينال شون باتريك أومالي أعمال الجمعية العامة موجها الشكر إلى أعضاء اللجنة باسم الاب الأقدس، كما ونقل تقدير البابا فرنسيس لإسهام اللجنة باقتراح عقد لقاء فبراير المنصرم حول حماية القاصرين ثم التوجيهات والإجراءات التي صدرت مؤخرا لدولة حاضرة الفاتيكان والكوريا الرومانية. هذا وتحدث البيان الختامي عن أن اللقاء المذكور قد أوضح نضوج إدراك الدور الهام للحماية في حياة الكنيسة ورسالتها، وأيضا أن هناك الكثير مما يجب عمله، ومن هذا المنطلق تحدثت اللجنة عن عدد كبير من المشاريع من بينها تأسيس مجموعة استشارية للضحايا وذلك من خلال مجموعة الإصغاء إلى الضحايا في اللجنة الحبرية. وتابع البيان أن هذه المجموعة الاستشارية تشكل أسلوبا للإصغاء والتعلم من الضحايا وتضاف إلى المجموعات التي تأسست على الصعيد الكنسي المحلي في البرازيل وزامبيا والفلبين، مشروع آخر هو تنظيم يوم دراسي بمشاركة خبراء دوليين حول الجرائم الجنسية وذلك من أجل تفادي وقوع اعتداءات في المستقبل، وهذا أمر هام لتوفير بيئة آمنة للقاصرين. وأضاف البيان: هناك أيضا مشروع تأسيس وسيلة للمراجعة يتضمن جمع المواد المتعلقة بالتوجيهات من أجل الحماية وتحليل الرقابة على مستوى تطبيقها، وذلك لتوفير مورد لمساعدة الكنائس المحلية على وضع وتنفيذ ومراجعة برامج الحماية. وأشار البيان الختامي أيضا إلى مشروع لتقييم تطبيق التوجيهات في برامج التربية والتنشئة في المدارس الكاثوليكية بدءً من مشاريع في جنوب أفريقيا، كولومبيا، الهند، الفلبين وتوجو. وواصل البيان الختامي للجنة الحبرية لحماية القاصرين متحدثا عن تنظيم مؤتمرات وحلقات دراسية من بينها منتدى أكاديمي دولي سينظَّم في ديسمبر 2019 سيتمحور حول السرية والشفافية مع اهتمام خاص بإجراءات المعاقبة، كما سينظَّم من جهة أخرى منتدى أمريكي لاتيني حول البيئة الآمنة في الكنائس والمجتمعات المدنية يشارك في تنظيمه في بوجوتا اللجنة الحبرية لحماية القاصرين وأيبارشية بوجوتا. ثم تحدث البيان الختامي عن مواصلة مجموعة العمل التابعة للجنة الحوار مع المجامع والدوائر في الكوريا الرومانية التي لديها مسؤولية فيما يتعلق بالحماية مثل مجمع عقيدة الإيمان، دائرة العلمانيين والعائلة والحياة، مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، مجمع الإكليروس ومجمع الأساقفة. واختتم بتوجيه الشكر لرئيس أساقفة مالطا المطران تشارلز شيكلونا على مقاسمته أعضاء اللجنة خلال الجمعية العامة وقته وخبرته.