أكد السفير عزت البحيري رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة على أن هناك إجماع على ضرورة تطوير منظمة الأممالمتحدة، معتبرا في الوقت ذاته أن تعديل ميثاق الأممالمتحدة هو أمر معقد وشبه مستحيل لاسيما بسبب الدول الخمس دائمة العضوية التي لها حق النقض. جاء ذلك في الندوة التي نظمتها السبت، الجمعية المصرية للأمم المتحدة تحت عنوان "الأممالمتحدة في عالم متغير"، وتحدث فيها السفير الدكتور محمد نعمان مساعد وزير الخارجية الأسبق. وتناول السفير عزت البحيري تاريخ إنشاء الأممالمتحدة عام 1945 عقب الحرب العالمية الثانية مما كان يعد أهم إنجاز في تاريخ الإنسان في القرن العشرين، حيث كان يعقد عليها الكثير من الآمال وأن يكون ميثاقها خالي من العيوب خاصة بعد فشل عصبة الأمم آنذاك. وأشار إلى تناقدات ميثاق الأممالمتحدة وعجز المنظمة في تحقيق الأهداف التي نشأت من أجلها، معتبرا أن استخدام حق الفيتو من قبل الدول الخمس دائمة العضوية قد أدى إلى فشل الأممالمتحدة في حل الكثير من المشكلات. وأبرز انه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حدث خلل في التوازن الدولي وأصبحت الولاياتالمتحدة هي القوة المسيطرة على العالم وتستخدم الأممالمتحدة في تحقيق أهدافها ومصالحها. ومن جانبه، استعرض السفير محمد نعمان الأهداف التي من أجلها نشأت الأممالمتحدة ووضعها اليوم في ظل عالم متغير، موضحا أن هذه المنظمة الدولية نشأت من أجل بناء عالم جديد عقب الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية وعدم احترام العالم لعصبة الأمم. ولفت إلى تعدد مراكز القوى في القرن العشرين بعد الحرب العالمية حيث فرضت الدول المنتصرة إرادتها، ثم بدأت الحرب الباردة و الصراعات والانقسامات الدولية واختلفت إرادة الدول، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي أصبحت الولاياتالمتحدة القطب الواحد المهيمن على العالم. وأشار إلى التغيرات التي بدأت لاسيما مع إنشاء مجموعات دولية عديدة وظهور الصين التي تؤمن بأن تعدد الأقطاب هو الذي يضمن التوازن الدولي. واكد ان المجالس والهيئات التي تتبع الأممالمتحدة جميعها ليست على المستوى المطلوب، متحدثا عن محكمة العدل الدولية التي تلجأ إليها الدول للفصل بينها؛ واصفا "بالنصف إيجابية" قرارات هذه المحكمة تجاه قضايا الشرق الأوسط ، على الرغم من ان هذه المحكمة تقوم بتمثيل الدول والإقليم والحضارات ولها استقلالية خاصة وبها 15 قاضيا من مختلف الدول. وذكر بأن مصر انضمت إلى منظمة الأممالمتحدة منذ البدايات وتعد من المؤسسين وكانت عضوا غير دائم اكثر من مرة في مجلس الأمن لانه لم يكن في ذلك الوقت العديد من الدول العربية والأفريقية قد استقلت، مضيفا أن مصر شاركت مع قوات حفظ السلام الأممية التي نجحت في العديد من مهامها في دول كثيرة. كما استعرض السفير محمد نعمان ما قام به الدكتور الراحل بطرس غالي داخل الأممالمتحدة عندما كان الأمين العام الاسبق حيث أطلق (أجندة السلام) وأعد وثيقة لتطوير الأممالمتحدة ، مشيرا إلى انه تمت الموافقة على أجندة السلام ولكن لم يتم تنفيذها لاستخدام حق النقض. ولفت الى التجمعات الدولية داخل المنظمة الأممية مثل المجموعة الأفريقية، والآسيوية، والعربية وغيرها من المجموعات التي تشارك في صنع القرار الذي ينتقل إلى مجلس الأمن حيث تتمتع 5 دول بحق النقض (فيتو). واكد ان من اهم قرارات مجلس الأمن هي القرارات المتعلقة بحفظ السلام الدولي وكذلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقدس المحتلة، مشيرا إلى ان هناك قضايا مستمرة لم يتم حلها بسبب استخدام احدى الدول دائمة العضوية حق الفيتو. واختتم السفير محمد نعمان بالحديث عن مستقبل الأممالمتحدة ومحاولات تطوير ميثاقها وتوسيع عضوية مجلس الأمن خاصة أن عند إنشائه لم تكن العديد من دول اليوم قد حصلت على استقلالها.