سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الأيتام والمسنين".. حلم الحياة الأسرية في دار واحدة.. ندى ثابت: تجربتي أثبتت تبادل الحب بينهما.. الأحفاد أصبحوا عكاز أجدادهم.. وأتمنى دعم الكنيسة والدولة.. وبرلمانية: فكرة عبقرية
"الأيتام"، و"المسنون"، فئتان مغلوبتان على أمرهما، فمن ينتمي للأولى، فتح عينيه على الدنيا، ليجد نفسه وحيدًا، أما الثانية، فألقت بأجمل سنوات عمرها وراء ظهرها، وتعيش أيامًا "مرّة"، وذلك رغم توفير كل سبل الرعاية لهما في الدور. لم يتوقعا يومًا ما أن تصل حياتهما إلى هذا الوضع، فالخدمة التي يحصلون عليها داخل الدور؛ لن تعوضهما عن الأسرة التي فقدوها؛ لتنفجر مشاعر التعاطف بشأنهم. عنما تنظر لهؤلاء المسنين، تجد دموعهم مكبوتة داخلهم، فكلما يسردون ذكرياتهم في الطفولة تكاد الأنفس تنقطع من شدة البكاء؛ أما الأيتام فمنهم من فتح عيناه على الدنيا، ولم يجد من يحنو عليه، ومنهم من وجد نفسه وحيدًا بعد تخلي والديه عنه. وتحل اليوم الجمعة، ذكرى يوم اليتيم، ويسعى الكثيرين لبث الفرحة داخل أنفس الأطفال اليتامى في دار الأيتام "الملاجئ"، وقليلًا ما نجد زيارات إلى دار المسنين، فماذا لو تم دمجهما في دار واحدة؟. وعلى خطى الدكتور المهندس نبيل صموئيل، مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية سابقًا، الذي نشر عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، منشورًا، جاء فيه: "في كندا، تم دمج دار لرعاية المسنين مع دار للأيتام، وكانت النتيجة أفضل بكثير من المتوقع، أصبح كبار السن أحفاد، ولم يشعروا بالوحدة أبدًا، أما الأيتام فحسوا أن كبار السن أجدادهم الحقيقيين، وألفوهم وتعلموا منهم". "ندى ثابت ألفي"، الفائزة بجائزة الأم المثالية للإعاقات الذهنية بالكويت، فكّرت في تفعيل تلك التجربة، ونظرًا للقيمة الإنسانية والطاقة البشرية في المجتمع؛ حرصت منذ نحو عشر سنوات على تطبيق تجربتها، بأخذ عدد من كبار السن من دار مسنين، إلى جمعية "قرية الأمل" الخاصة بها. "احترام متبادل بين المسن والطفل.. والسعادة لم تفارقهما.. وجدوا من يحنو عليهما من جديد.. لم تقتصر فقط على الاحتفالات"، بهذه الكلمات أبدت "ثابت" عن سعادتها بنجاح هذه التجربة في ستة أشهر، وتمنت أن تعمم على كافة المحافظات. وأضافت ل"البوابة نيوز"، أنها اكتشفت بعد دمج المسنين، أن هناك عددًا منهم ذات مناصب إدارية سابقة، أبرزهم عميد سابق بكلية الزراعة، ومدير بنك سابق، وناظرة مدرسة على المعاش. "الأطفال كانوا بيشيلوا الشنط للمسنين، وخلوا نفسهم العكاز ليهم"، هكذا أشارت "ثابت"، إلى أبرز اللقطات الإنسانية التي بثت البهجة في الدار بين الأيتام والمسنين، الذين اكتشفوا من خلالها أنهم في احتياج دائم لهذا التبادل، مضيفةً أن المسن أصبح الأب والأم للطفل، والطفل في خدمة المسن. وعن أسباب تجربتها مع ذوي الاحتياجات الخاصة، لفتت ندى إلى قصتها مع ابنها ماجد، وأنه بعد ثلاثة أشهر من ولادته، أدركت أن شيئًا ما ليس صحيحًا، ف "ماجد" يسمع جيدًا، لكنه لم يستجب مثل الأطفال الآخرين في عمره. " الكنيسة ترعى المسنين في دار بمدينة نصر، إضافة إلى أن هناك العديد من الكنائس المحلية ترعي الأطفال اليتامى"، هذا الأمر لفت نظر ندى ثابت، التي تمنت أن تلتفت الكنيسة العامة لتجربتها، وتفعلها، لتغيير نظرة اليتيم والمسنين تجاه المجتمع. واختتمت: "أتمنى أن تنظر الدولة لهذه التجربة، وتعميمها، خاصة أنها تمتلك دور كامل لرعاية الأيتام، ومساحة أرض تفتقد الموارد، وتحتاج إلى تمويل، لبدء تنفيذ مشروع دمج "المسنين مع الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة". أما الدكتورة نادية هنري، عضو مجلس النواب، تقول إن الطفل اليتيم في احتياج الحنان من المسنين، والعكس صحيح، مشيدة بتجربة "ندى ثابت ألفي" في دمج المسنين مع الأطفال اليتامى، وذوي الاحتياجات الخاصة، خاصةً أنها أنشأت مخبزًا آليًا، وعدة مشروعات لتنمية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة للعمل. وأكدت نها تتمنى تعميم تلك التجربة على كافة المستويات، قائلة: "فكرة عبقرية وخلاقة وبها تلاحم وتكامل قوي بين المحتاجين". وعن الفكرة، قالت نادية هنري ل "البوابة نيوز"، إن هناك مشكلة في مصر، تتمثل في أنه عندما يمتلك أحد فكرة ما، تكون ملكية خاصة، رغم أن مصر بها طاقة بشرية قادرة على تصدير كافة الخدمات الجديدة والابتكارات للعالم. واقترحت النائبة، على الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، إنشاء كليات متعلقة بتخريج إخصائي تنمية، يمكن من خلاله أن يخرج للتوجه العام لتنمية المجتمع والنفس البشرية، خاصةً أن العقل الجمعي يحتاج للتنمية، مشيرةً إلى أنه لا بد من تغيير مفهوم التطوع، بوضع نظير بسيط من المال، لصاحبه. وأكدت "هنري"، أنه حال طرح فكرة دمج الأيتام مع المسنين على البرلمان، ستتولى عرضه ومناقشته، لمدى أهميته في التشكيل الثقافي والوحدة الاجتماعية بين كافة أفراد المجتمع وأنها ناقل حقيقي للمجتمع، قائلةً: "لو محتاج تشريعات هنشرعها.. وسيتم النظر فيه بشكل متواصل". واختتمت: "السبب وراء عدم تنفيذ هذه الأفكار، الانظمة السابقة التي اعتمدت على السلطة والاتكالية بالتحكم دون التفويض"، متمنية أن تتكاتف الوزارات جميعها حول فكرة واحدة، ويتم مناقشتها بدلا من ان تعمل كل وزارة وحيدة.