تمنح الأم الكثير من العطايا، في وقت لا يستطيع الكثير منا تقدير تلك المكانة، والمنزلة العالية للأم، لما تقدمه من عطاء بدون أن تنتظر مقابل له، ولكن يبحث الكثير منا عن بعض الكلمات العذبة التي يمكن أن يهديها للأم، فالأم هي الملاذ الأول والأخير مهما بلغت بنا أعمارنا، وحتى إذا ابتعدنا عنها مسافات واسعة، فتكمن الأم في مكان محدد داخل القلب، قام العديد من الشعراء بكتابة قصائد مميزة عن الأم، وفضلها أو الذكريات التي ربطتهم بأمهاتهم. يزخر الأدب العربي بقصائد قيلت في الأم، ها هو أبو القاسم الشابي يشرح شيئا ما ذلك الشعور القدسي الخفي بين الأم وابنها بقوله: الأم تلثم طفلها وتضمه حرم سماوي الجمال مقدس وكان الشاعر العظيم حافظ ابراهيم يري الأم مدرسة في قصيدته الشهيرة: "الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها.. أعددت شعبًا طيب الأعراق الأمّ روضٌ إن تعهّده الحيا.. بالري أورق أيما إيراق الأمّ أستاذ الأساتذة الألى.. شغلت مآثرهم مدى الآفاق" ويذكر أن من أصدق الرثائيات في الأدب العربي ما قاله الشعراء في رثاء أمهاتهم منطلقين في ذلك من الوجع الخاص نحو الفقد العام الذي يمنى به الولد بفقدان أمه أوسع مجالات الحب وأغزر أنهار العطاء. يقول الشاعر اليمني عبد الله البردوني: "آه يا أمي وأشواك الأسى تلهب الأوجاع في قلبي المذاب فيك ودعت شبابي والصبا وانطوت خلفي حلاوات التصابي كيف أنساك وذكراك على سفر أيامي كتاب في كتاب كم تذكرت يديك وهما في يدي أو في طعامي وشرابي هدهدت كفاك رأسي مثلما هدهد الفجر رياحين الروابي وتستحضر الذاكرة بمجرد اقتران الرثاء بالأم نص أبي الطيب المتنبي الذي كتب يصنفه بعض النقاد من أبلغ قصيدة رثاء في الأدب العربي إذ يرثي أمه قائلًا: "أبكيك لو نقع الغليل بكائي.. وأقول لو ذهب المقال بدائي قد كنت آمل أن أكون لك الفِدا.. مما ألم فكنت أنت فدائي قد كنت آمل أن يكون أمامها.. يومي وتشفق أن تكون ورائي" أما الشاعر عيد عقل كتب واصفا الام قائلا: أُمِّي يا مَلاكي يا حُبِّي الباقي إلى الأَبَد وَلَم تَزَلْ يَداكِ أُرْجوحَتي وَلَمْ أَزَلْ وَلَد وكان محمود درويش يكتب كثيرا ويغرد خارج السرب لكنه عندم كتب عن الام، كتب: أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي وتكبر فيَّ الطفولة يومًا على صدر يومِ وأعشق عمري لأني إذا متُّ، أخجل من دمع أمي