قال الكاتب مصطفي عبدالله، نجتمع اليوم لنحتفي بواحد من أهم رواد المسرح الشعري في الوطن العربي وهو والشاعر عبدالرحمن الشرقاوي، الذي يعد بالفعل ثائرا أصيلا. وأضاف عبدالله، أنه كان من أصدقاء الرواد الكبار من بينهم يوسف السباعي، ثروت أباظة ولكن أدباء الستينات لم يعترفوا بثروة أباظة، وكان صديق أيضا لموسى صبري. ومن جانبه قال الشاعر ماهر حسن، أن هناك رموز عديدة في النقد المسرحي تعلم على أيديهم وعلى رأسهم فؤاد دواره، على الراعي، رجائي النقاش وغيرهم، موضحا أن الشرقاوي كان متفردا في الرواية والمسرح الشعري، وكل أعماله المسرحية تسودها الروح الثورية، مؤكدا أن المسرح الشعري صنع على يد أحمد شوقي، ثم عزيز أباظة، متبعا بعده عبدالرحمن الشرقاوي الذي كتب المسرح الشعري المفعم بالدراما. وقال المؤرخ المسرحي عمرو دوارة، أن عبدالرحمن الشرقاوي، يتميز بالصدق في كتاباته نتيجة نشأته الريفية، أضافت له دراسة الحقوق العديد من الدفاع عن الحرية والعدالة وكان يهتم بالبطل التراجيدي دائما في مسرحه، مشيرا إلى 2 من أقرب أصدقاءه وهم أحمد بهاء الدين، فتحي غانم، وعمله الصحفي كان يسوده عالم متغير قائم على دراسة النماذج الحقيقية المعاصرة بجانب فترة المد الثوري الذي عاشه كل ذلك أثر على كتاباته التي تهتم بالتراث الشرقي والتاريخي في القصيدة والرواية والمسرح. وأكد دوارة، أن فترة عبدالرحمن الشرقاوي من أزهى فترات الانتعاش والنهضة المسرحية التي شهدت مجموعة من كبار المخرجين، المسرح فن وليس فقط انه أدب، وتقديم النص المسرحي على خشبة المسرح يضيف له الكثير، مضيفا أن المخرج كرم مطاوع كان صاحب نصيب الأسد من أعمال عبدالرحمن الشرقاوي، وظهر مسرح التلفزيون في عام 1962 على يد سيد بدير. وأوضح دوارة، أن عبدالرحمن الشرقاوي كتب العمل المسرحي "الأسير" في 1953، ولكن لم أر هذا النص حتى الآن، وكتب رواية "الأرض" في 1954 ونشرت في سلسلة بجريدة، وفي عام 1962 قدمت لعمل مسرحي وقدمتها فرقة المسرح الحديث بمسرح التلفزيون، وقدمت مسرحية "الشيخ رجب" في 1963، وكتبت "الشوارع الخلفية" في 1958، وقدمت في 1962، "مأساة جميلة" في 1964، "الفتى مهران" في 1966 واستطاعت هذه المسرحية أن تحدث طفرة ونقله في المسرح المصري، "وطني عكا" في 1968. وأضاف دوارة، أن الشرقاوي نجح مرة أخرى الوصول إلى خشبة المسرح بالفصحى، وإلى الآن لم يأتي بعده ما يضاهي قيمته، هناك نصوص جيدة بعد الشرقاوي وصلاح عبدالصبور مثل محمد إبراهيم أبو سنة، محمد مهران، وغيرهم، اتهم الشرقاوي بالشيوعية ولكنه رجل مسلم، وأعتقد أنه لم يكتب النص من واقعه الإسلامي لأنه يقدم فكر واعي وان من أبرز ما كتبه الشرقاوي هو "الفتى مهران"، مؤكدا أن "الحسين ثائرا" قدمها المخرج كرم مطاوع في 45 ليلة عرض بالمسرح القومي، أتيح له العديد من المخرجين والممثلين وكان من افضلهم كرم مطاوع، حيث قدم العديد من الدراسات الإسلامية والروائية ولكن يبقى مسرحه قائم حتى الآن، وما زالت أيضا مسرحية "الحسين ثائرا وشهيدا" تقدم في العراق حتى الآن. جاء ذلك خلال ندوة "علامات مضيئة.. عبدالرحمن الشرقاوي" والمنعقدة الآن بقاعة ذاكرة المعرض في بلازا 1 بمعرض الكتاب في التجمع الخامس، بحضور المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، والكاتب مصطفى عبدالله، والشاعر ماهر حسن، والناقد محمد عبدالعال. جدير بالذكر أن دورة اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قد انطلقت في 23 يناير تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث يقام المعرض لأول مرة في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، احتفالًا بمرور خمسين عاما على انطلاقه. تضم فعاليات المعرض أكثر من 1300 فعالية ثقافية وفنية للأطفال، والسينما، وعروض مسرحية، وفنية، وباليه، وموسيقى، وغناء، وشعر، ولقاءات فكرية، وبانوراما لنشاط أفريقيا موزعة على 16 قاعة، وتستمر فعالياته حتى 5 فبراير الجاري.