* الغيطاني: معرض الكتاب ساحة لمواجهة الإرهاب * القعيد: اعتبار طه حسين شخصية العام أكبر مواجهة للإخوان * عبد الرحمن: تفعيل الثقافة لمواجهة التشدّد الديني واجب وطني * حسام عطا: نشر الوعي بين المتشددين لدمجهم في المشروع الوطني اعتادت الدول دائما مواجهة الإرهاب بالأمن والقمع دون أن تحاول مواجهة الفكر المحرك للإرهاب ومحاربته، فاليد الإرهابية يحركها دوما فكرا متطرفا. و"البوابة نيوز" تطرح فكرة مواجهة الإرهاب بالفكر والثقافة، لأنها قادرة على تلك المواجهة لأنها تجسد الهوية الثقافية للشعوب وتحافظ عليها ضد محاولات تذويبها في هوية أخرى مجهولة غير مرئية وغير معروف عواقبها لا تمت للواقع بصلة، ولا تسير وفق رغبات الجموع المسالمة التي تريد الحياة في أمان وحرية ؛ وإنما هي شبة احلام يصعب تحقيقها. وتسأل "البوابة" أدباء ومثقفي مصر عن كيفية مواجهة إرهاب جماعه الإخوان والأفكار الدينية المتطرفة والمتشددة بالثقافة من خلال المعرض الدولي للكتاب الذي ستبدأ فعالياته خلال ساعات. في البداية قال الأديب والروائي الكبير جمال الغيطاني، إن أهم ما في معرض الكتاب لمواجهه الإرهاب هو المعرض ذاته، مضيفا: لكي أقاوم الإرهاب لابد من نشر الوعي الثقافي، والاحتفال بالحدث على مستوي عالي كما يجب أن يسعي المجال الإعلامي أيضا لتوجيه الناس نحو الثقافة. وتابع: يجب أن نكرس الاهتمام مرة أخرى بمعرض الكتاب وخاصة أنه يتزامن مع ذكري 25 يناير فالمعرض يجب أن يكون ساحة للمواجهة؛ وخاصة أن معرض الكتاب انحسر دورة وتراجع بقوة العام الماضي في ظل من حكموا مصر؛ لذا يجب أن يتلاشى هذا الآن بعد زوال الغمة واقرار الدستور الجديد. أما الروائي الكبير يوسف القعيد، فقال إنه إذا كانت هناك طريقة مثلى لمواجهة الإرهاب وفكر الإخوان بمعرض الكتاب هذا العام فهي اعتبار طه حسين عميد الأدب العربي شخصية العام وهذا أكبر مواجهة للإخوان. وأضاف: الإخوان حطموا في عام حكمهم المرير أكثر من تمثال لطه حسين لما يعلموه من أن مشروع كتابات طه جميعها قائمة على محاربة مشروع الإخوان. وأضاف القعيد أن كثيرا من الملفات والمناقشات والندوات هذا العام تصب جميعها في مواجهة الإخوان، كما أن إقامة المعرض في حد ذاته مواجهة حقيقية لهم وقال الكاتب والسيناريست الكبير محفوظ عبد الرحمن،، أن الثقافة هي حائط الصد المنيع للإرهاب في المجتمعات الإنسانية، وما نعانيه منذ السبعينيات من تجريف وتراجع للوعي ومظاهر التعصب يعكس مدى تردّي المشهد الثقافي في مصر. وأضاف عبد الرحمن أن الثقافة ليست وزارة، لكنها رؤية شاملة للعالم، ودور معرض الكتاب القادم أن يوفّر الكتب والندوات لتفعيل دور الثقافة الغائب منذ سنوات طويلة لمواجهة فكر الجماعات الإسلامية المتشددة والقضاء على الإرهاب. بينما قالت الكاتبة فريدة النقاش إنه يجب تشديد الإجراءات الأمنية في معرض الكتاب المقبل، تحسبا لأي محاولات من قوى الإرهاب لإيذاء المواطنين. وأشارت إلى أن اختيار أحمد مجاهد لطه حسين كشخصية لمعرض الكتاب وطبع 20 كتابا له بالمعرض خطوة مهمة لتأكيد الأفكار التنويرية، خصوصا أن مصطلح التنوير غاب خلال السنة التي حكم فيها الإخوان مصر، مؤكدة أنه يجب إعادة طبع كتابات فرج فودة ونصر حامد أبو زيد وسلامة موسى وكل المفكرين الذين أسهموا في تجديد التفكير الديني. وقال الناقد الدكتور حسام عطا إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد علامة ثقافية بارزة ويحسب لوزارة الثقافة المحافظة على استمراره رغم الكثير من التهديدات الأمنية في هذه المرحلة وأشار عطا إلى أنه بعد إقرار الدستور الجديد يجب أن تركز المناقشات والندوات في معرض الكتاب على كيفية تحويل ثورة يناير وتصحيح مسارها في يونيو إلى ثورة ثقافية. وأضاف عطا أنه في ظل الصراع الحالي يجب تحويل الصراع السياسي والمساهمة في نشر أفكار التنوير في المجتمع، ونشر الوعي بين من لم يتعلموا الحرية وأصحاب الفكر المتزمت لدمجهم في المشروع الوطني. اما الروائي صبحي موسى، فكان له رأيا آخر بأنه لا يوجد ما يقضي على الإرهاب، لكن الآن ينبغي علينا بعد أن انتهينا من صياغة الدستور والتصويت عليه وإقراره، أن نتوقف عن الحديث عن الإرهاب، فلم تعد هناك دعوة حقيقية لكل هذا الزخم في الحديث عن عدو شيطاني شبه وهمي. وأضاف موسى أن ما يحدث الآن هو خلاف من قبل مجموعة من المعارضين لفكر الدولة المدنية يحمل صيغة العنف، لكن بعد أن تم إقرار الدستور لدولة مدنية انتهت صفحة الإخوان وليس هناك احتياج إلى التصعيد معهم، لذا يجب أن يكون معرض الكتاب هذا العام في دورته الخامسة والأربعين دعوة للتسامح. وأكمل موسى أنه يجب أن توضع بوسترات لكل رموز المسألة الدينية والتنويرية المعتدلة، كأمين الخولي وطه حسين ومحمد عبده، وكل الذين تحدثوا في المسألة الدينية بشكل معتدل تحت عنوان هؤلاء قدوتنا، ولا ينبغي أن نسرف في الصراع.