يعتبر فن «النحت» أحد أقدم الفنون التى عرفها الإنسان، منذ بدء الخليقة، حيث لا تقتصر أعمال النحت، على الصخور فقط، لكنها تمتد إلى الخشب والمعادن، والسيراميك، حديثا، وغيرهم من المواد الأخرى، وبالرغم من ذلك تعتبر «المنحوتات الصخرية» هى الأطول عمرا مقارنة بغيرها، والغرض من هذا الفن دائما، هو مخاطبة الجمهور، باختلاف الأسلوب المستخدم، عن باقى الفنون الأخرى. الفنان محمود مختار رفاعي، 27 عامًا، خريج كلية الفنون الجميلة، قسم نحت، عضو نقابة الفنانين التشكيليين، وجماعة الأدباء والفنانين بأتيليه القاهرة، أحد محترفى هذا الفن وعشاقه، منذ نعومة أظفاره؛ حيث تسببت إطلالة منزله، بمنطقة عين شمس، على إحدى «الجبانات»، التى كان موجودا بها العديد من الأعمال النحتية والتماثيل، فى ولعه واحترافه لهذا الفن فيما بعد. وقال رفاعي: «كان المنظر فى غاية الروعة، وكنت أتعجب كيف صنع هؤلاء الفنانون، تلك التماثيل الضخمة، بهذه الروعة والدقة، وقمت بزيارة المتحف المصرى عدة مرات، أنا وأصدقائى، قبل أن ألتحق بالدراسة فى كلية الفنون الجميلة، لكى نشاهد التماثيل الموجودة به، وكنت دائما أقول لنفسي، إن من صنع ذلك إنسان، وأنا أيضا أستطيع أن أصنع مثل تلك التماثيل والمنحوتات الرائعة، وبدأت أعمل مجسمات صغيرة بالصلصال، مثل أى طفل صغير يقضى وقت فراغه، وأقوم بزيارة المواقع الخاصة بهذه الأعمال النحتية، بشغف وإعجاب». وأضاف: «أصقلتنى الدراسة الأكاديمية، فيما بعد، وشاركت فى العديد من المعارض والسمبوزيوم الخاصة بالأعمال النحتية، وأقمت معارض فردية خاصة بى، فى مصر، وعدة دول عربية، مع فنانين عرب وأجانب». وتابع: «من الخامات المحببة لى فى عملى، حجر البازلت المصرى؛ لأنه يحتاج معاملة خاصة، حيث يتميز بلونه الترابي، وهو مزيج بين اللون الأبيض والأسود، وحجر ذي قيمة عالية، ولا يعرف قيمته إلا القليل من الفنانين، وأكثر التماثيل التى أبدعت فى نحتها، وأحبهم إلى نفسي، أطلقت عليه اسم ابنتى، ميرثا؛ حيث استغرق العمل به 4 شهور، وأعكف حاليا على الانتهاء من تمثال آخر، من خامة البازلت، سيتم عرضه، فى قصر الشباب، مستوحى من الملكة الفرعونية نفرتيتي».