المنصورة.. حلم بدأ بعهد عبدالناصر واكتمل في عصر السيسي

أيام قليلة وتطرح وزارة الإسكان أولى وحدات الإسكان المتميز بمدينة المنصورة الجديدة، والتى تقع على ساحل البحر المتوسط على بعد 60 كيلومترًا من عاصمة محافظة الدقهلية وتقع على ساحل البحر المتوسط، وتحدها من الغرب مدينة بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ، ومن الشرق مدينة جمصة، وتطل على الطريق الدولى الساحلى لتظهر المدينة الجديدة إلى النور بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، رقم 378 لسنة 2017 بإنشائها والتى تُعد ضمن خطة الدولة ورؤية مصر 2030، فى إطار التوسع العمرانى الذى يحقق الاستيعاب الكامل للمواطنين والاستغلال الأمثل لموارد الدولة.
على مساحة 5104.46 فدان، تعادل 21442004م2، شرعت الحكومة فى إنشاء المنصورة الجديدة بعد أن كانت حلمًا بدأ فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتوقف حتى وضع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية الأسبق، حجر أساس المدينة الجديدة، العام الماضى باستثمارات تقدر بحوالى 60 مليار جنيه لتبدأ المرحلة الأولي.
يقول المهندس محمد رجب، رئيس جهاز تعمير مدينة دمياط الجديدة، إن إنشاء المدينة يجرى على 4 مراحل، بدأت المرحلة الأولى فور وضع حجر الأساس، على مساحة 2063 فدانًا، ووصلت نسبة الإنجاز 80٪.
وأضاف رجب أن المرحلة الأولى مخصصة للوحدات السكنية فقط، ويتم خلالها إنشاء 3 أنواع من المساكن «سكن مصر، ودار مصر» ويمثلان السكن الاجتماعى والمتوسط، بجانب الفيلات، بإنشاء 20 برجًا على البحر مباشرة كمرحلة أولى، والبرج مكون من 27 طابقًا، والوحدات بمساحات تتراوح ما بين 130، و254 مترًا. ونفذ 4704 وحدات سكنية ضمن مشروع سكن مصر، و1132 وحدة سكنية بمشروع دار مصر و505 فيلل تطل على البحر مباشرة.
مع قرب انتهاء المرحلة الأولى يترقب المواطنون راغبو التقدم لحجز الوحدات السكنية إعلان فتح باب التقديم خاصة وسط مخاوف من أن تتحول المدينة إلى كمبوند للأغنياء فقط ولا مكان لمتوسطى ومحدودى الدخل، الأمر الذى نفته هيئة المجتمعات العمرانية وتأكديها على طرح وحدات سكنية ذات طابع اجتماعي. يقول المهندس على كامل، المسئول عن الإنشاءات فى المدينة، إن البنية التحتية وتقسيم الشوارع يسيران بالتوازى مع بناء العمارات، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى من الشوارع أصبحت جاهزة وتم تشطيبها فضلا عن كون المدينة تدخل ضمن نطاق مدن الجيل الرابع، مشيرًا إلى أنه فى الماضى كانت تبنى العمارات ثم يتم توصيل المرافق لها، وتظل الوحدات شاغرة لفترات طويلة فى انتظار ساكنيها، أما الآن فالمرافق تسبق الإسكان والمساكن لا تقام إلا بعد توصيل جميع الخدمات.
وأضاف أن الشوارع فى المدينة الجديدة، لن يقل عرض الواحد فيها عن 35 مترًا، ويصل إلى 124 مترًا، بينما تقع الوحدات السكنية وسط المسطحات الخضراء، ويحظر أى تكسير داخل أو خارج المباني.
وأشار إلى أنه سيجرى تسليم المبانى كاملة التشطيب والمرافق والخدمات، كما يتم توصيل الإنترنت، ويتم تجميع المخلفات من المنازل بمنظومة جديدة حتى تحل مشكلة القمامة.
وأوضح أن مرافق المدينة ذكية فأى عداد موجود فى الوحدة أو فى العمارة يتم تسجيل قراءته بمركز الخدمة الرئيسى لتسهيل سداد المطالبات بأى وسيلة دفع. زادت مخاوف المواطنين بعد قيام هيئة المجتمعات العمرانية بإسناد إنشاء الوحدات المتميزة لإحدى شركات البناء وقيامها بطرح 6 أبراج من أصل 12 برجًا تمثل المرحلة الأولى من مشروع المدينة الجديدة البالغة 30، بسعر يبدأ ب 18 ألف جنيه للمتر. يقول المهندس إبراهيم عليوة أحد المشرفين على المشروع، إن الأبراج المتميزة يبلغ طولها 30 طابقًا، وتخصص أول 4 طوابق منها كأنشطة خدمية متعددة، والباقى وحدات سكنية، وكل طابق يتكون من 9 وحدات سكنية، تبدأ المساحات فيها من 130 مترًا وحتى 300 متر، ما بين غرفتين و4 غرف، إضافة إلى تزويد كل برج بين 6 و7 مصاعد، بينها مصعد خدمة.
وأضاف أن آخر 4 طوابق فى كل برج تم تنفيذها بنظام الوحدات الدوبليكس، وهو ما يعنى أن الطرح الأول يشتمل على حوالى 1300 وحدة سكنية، وأن المدينة تشتمل على جامعات ومدارس ومدينة طبية بجانب قطار كهربائى يربط المنصورة الجديدة بالمدينة الأم خلال ربع ساعة وكذلك القاهرة وباقى محافظات الساحل. وعن الأسعار للإسكان المتميز، قال إنه من المقرر أن تبدأ من 18 ألف جنيه، وحتى 22 ألف جنيه، لافتًا إلى السعر النهائى للمتر يتحدد حسب الإقبال، ويكون الحجز بسداد 10٪ مقدما، والباقى على 7 سنوات. فى السياق ذاته قال الدكتور كمال شاروبيم، محافظ الدقهلية، إن سكن مصر والإسكان الاجتماعى سيخصصان لأهالى الدقهلية فقط، أما الاستثمارى والمتميز والفاخر فسيكون لجميع المواطنين من داخل وخارج المحافظة، وذلك بهدف استرداد قيمة المشروع.
كما سيتم تخصيص الإسكان الاجتماعى والمتوسط لأهالى المحافظة، جاء فى إطار الحرص على تقديم الدعم للمواطنين، ومنحهم حقهم فى أرض خصصت لهم، لافتًا إلى أن المنصورة الجديدة تختلف عن محافظة القاهرة، التى تعتبر جاذبة للجميع، أما المنصورة فيتوقع أن تجذب فقط المواطنين من محافظات الجوار مثل دمياط وكفر الشيخ.
ولفت إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد قيمة الوحدة بشكل نهائي، وسيكون السداد مثل الإسكان العادي، بدفع جزء من القيمة الإجمالية كمقدم، ثم تقسيط باقى المبلغ، وعند الاستقرار على الخطوط العريضة النهائية، سيتم الإعلان عنها فورًا.