تشكلت فى شمال أفغانستان حركة جديدة تطلق على نفسها اسم "حركة حماية ابناء قبائل البشتون " يقودها قيادى شاب يدعى منظور باشتين ألقى باللوم على الجيش الباكستانى وجماعات التطرف والإرهاب التى تستتر بعباءة الدين فيما لحق بأفغانستان وبخاصة مناطقها الشمالية من دمار . ووفقا لتقارير إعلامية، تتابع الاستخبارات الباكستانية بقلق نشاط تلك الحركة الجديدة فى وقت تتصاعد فيه الانتقادات الامريكية لإسلام آباد التى تتهمها واشنطن بتقديم ملاذات آمنة للعناصر المتطرفة الافغانية وبدعم بعضها بالسلاح والمعلومات وهو ما يجافى التزامات باكستان التى قطعتها على نفسها لواشنطن كشريك فى الحرب على الارهاب فى هذا الجزء من العالم . وتنادى الحركة ببناء السلام على الأراضى الأفغانية وخروج كافة المسلحين الأجانب منها ودعم سلطات الدولة الشرعية ووقف اية تدخلات اقليمية فى الشأن الأفغاني . ويقول المراقبون ان الشرارة التى ولدت معها تلك الحركة هى واقعة مقتل ناشط سلام بشتونى العرق يدعى نقيب الله مسعود – 27 عاما – على يد عناصر أمن باكستانيين فى جنوب مدينة كراتشى الباكستانية فى العشرين من يناير الماضى واتهمه الأمن الباكستانى بأنه " عنصر ارهابي متشدد " وهو ما اشعل حفيظة عشرات الالاف من الشباب البشتونى فى شمالى افغانستان . وعلى مدار العقود الثلاثة الماضية ، عانت قبائل البشتون الافغانية من تداعيات الصراع الامريكى السوفيتى ابان الحرب الباردة على الاراضي الافغانية ودفع المقاتلين البشتونيين دماء كثير فى حرب اخراج القوات السوفيتية من الاراضى الافغانية فى ثمانينات القرن الماضى ، وبعد ان تحقق لها النصر وقع البشتونيين – الذين يشكلون غالبية عرقية فى افغانستان ويتركزون فى مناطقها الشمالية – بين شقى رحى اقتتال عنيف شهدته افغانستان بين من اطلقوا علي انفسهم " المجاهدين " وفيهم كثيرون وافدون من بلدان اخرى الى افغانستان وبين المقاومين الافغان ذوى التوجهات الاصولية من ابناء البلاد وبين مقاتلى حركة شباب طالبان وهى حركة مسلحة رعت باكستانوواشنطن استخباراتيا نشأتها وسلحتها كقوة مقاومة تعمل ضمن فصائل المقاومة الأفغانية على اختلاف مشاربها للوجود العسكرى السوفيتى فى البلاد . وبحلول العام 1996 ، بلغ نشاط طالبان على الساحة الأفغانية ذروته ، لكن الحركة دمغت بالإرهاب بعد تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر 2001 والغزو الأمريكى الاطلنطى الاراضي الافغانية الذى قاومه مسلحو القاعدة وغيرها من التنظيمات المسلحة العاملة على الساحة الافغانية ، وفى هذا المعترك دخلت طالبان فى تحالف مع شبكة جلال الدين حقانى الارهابية الى ان صنفتا من جانب الاستخبارات الامريكية كمنظمتين إرهابيتين فى العام 2012 .