فى ورشة صغيرة فوق سطح منزله، بأحد شوارع «أرض اللواء»، يجلس مصطفى محمد، مستخدمًا أدواته البسيطة، يحفر على لوحات خشبية، ليرسم أشكالًا فنية جديدة ومبتكرة ومجسمات وزخارف جميلة، لتزين بيتًا أو مكتبًا أو سيارة، محيطًا به من كل جانب، أعماله الفنية ولوحاته الخشبية المنقوشة، تزينها منحنيات الزخارف المتناسقة. يقول مصطفى: «فن الأركت هو تفريغ وتشكيل الخشب، للوصول إلى أجمل وأدق الأشكال من المجسمات، ويتم استخدام بعض الأدوات البسيطة فى هذا الفن، منها المنشار اليدوى والزردية وقاعدة خشب وشاكوش ومادة الغراء، ويتطلب العمل مجهودًا كبيرًا، لأنه يرسم التصميم على الورق أولًا، ثم أقوم بتنفيذه على أرض الواقع، لأنه لا مجال للخطأ فى الخشب، حين يتم قص الشكل وتفريغه». يعتبر «الأركت» من أجمل فنون الخشب، وهو سهل نسبيًا مقارنة بفن الأويما أو الأرابيسك، وتتنوع عناصر الديكور المستخدمه فيه، من حيث الفخامة واللمسة الإبداعية، فكل خامة من خامات الديكور تمنح قدرًا من الجمال فى ردهات وأجواء المكان، بحيث تتوافق وتتناغم مع بعضها بعضًا، لتعطى صورة متكاملة للشكل النهائى للمكان، بلمسة مميزة، ومن بين الفنون التى تخلق جمالًا ودفئًا فى طيات المكان، يبرز «فن الأركت». عشق «مصطفي» للحرف اليدوية، ازداد بشكل خاص، بعد التحاقه بالمعهد الفنى الصناعي، قسم تشكيل المعادن والأخشاب، وجعله يطور من نفسه من خلال البحث عبر الإنترنت والاشتراك فى المعارض، ووجد نفسه فى هذا الفن، وبدأ مسيرته بأبسط الأدوات، حيث يقوم بعمل العديد من المجسمات، مثل الفوانيس والمقالم وعلب الشكولاتة وصناديق الهدايا وعلب المناديل. وعن أسعار الخامات يقول: «سعر لوح الخشب كنت بجيبه 130 جنيه وبعد كده زاد الضعف بقى ب300 جنيه، ولازم نستخدم الخشب الأبلكاش، لأن قشرته نظيفة وبيستحمل»، أمنية «عاشق الأركت»، كما يحب له أن يطلق على نفسه، إنشاء محل أو «بزار» للمشغولات الخشبية، وإقامة معارض دولية وداخلية لعرض أعماله، ويطالب بأن يكون هناك اهتمام من قبل وزارة الشباب بالأعمال والحرف اليدوية.