نغمات غنوة للمطرب عمرو دياب، تُضفى حسا مبهجا على المارة بشارع شاهين بالعجوزة، حيث يقف الجزار «المودرن» أحمد بدر مرتديا «شورت وفانلة»، وإلى يمينه سماعات مكبرة للصوت تبث أغنية «شوقنا أكتر شوقنا.. شوقنا أكتر ما اشتقنا» وكأنها تصف حال المارة وهم يرونه يٌقطّع اللحم مستخدما ساطوره، الذى لا يعرف الرومانسية وكلمات الحب المنبعثة من سماعته، مستعدا بكل همته لاستقبال زبائنه. الموسيقى أمر غير معتاد بمحلات الجزارين، وهو ما لفت انتباهنا للجزار المودرن، «أحمد بدر» شاب فى أواخر الثلاثينيات، قصد مساعدة أخيه الأكبر كما اعتاد على ذلك منذ طفولته حيث كان يساعد والده، الذى جعله متقنا للجزارة، إلى جانب دراسته سابقا وعمله حاليا مدربا لفريق كرة اليد بالنادى الأهلي. أوضح «بدر» أن والده جزارا أبا عن جد، فعُمر حرفتهم تعدى ال90عاما، توارثوها عن الجدود القدامى بالعائلة. ويروى عن أعداد الذبائح قديما التى كان يذبحها والده وجده بالمذبح كانت عشرات الرؤوس، فكان إقبال الزبائن كثيرا، مقارنة باليوم، فلا إقبال ولا حركة فى البيع كما السابق، ما اضطرهم لإيقاف الذبح واعتمادهم على شراء اللحم جاهزا من المذبح والجزارات الكبيرة، حتى أنهم بموسم العيد يشترون كيلوات اللحوم بالطلب حسب رغبة الزبائن. واختتم «بدر»: سعر الكيلو للضأن والكندوز وصل 150 جنيها، ما تسبب فى إحجام الزبائن أو تقليلهم للكميات، متمنيا انخفاض أسعار اللحوم والسلع جميعها.