نعى الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الاقتصادي الكبير والمفكر البارز الدكتور سمير أمين، الذي انتقل إلى رحاب ربه مساء اليوم الأحد، عن 87 عامًا، بعد رحلة طويلة ومشرفة من العمل في المنظمات الدولية كأحد أهم خبراء الاقتصاد في العالم. وقد أرسل الأمين العام برقية عزاء إلى الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر ومجلس إدارته، ومن خلالهم إلى الأدباء والمثقفين المصريين جميعًا، حيث يعد الدكتور سمير أمين أحد أبرز الشخصيات الثقافية المصرية، التي أضافت إلى رصيد الثقافة العربية الكثير من الأسماء والإنجازات في المجالات جميعًا من فكر وأدب وفن. وقال الصايغ إن المفكر المصري الكبير عمل مستشارًا اقتصاديًّا في عدة دول إفريقية مثل مالي ومدغشقر، كما عمل مديرًا لمعهد الأممالمتحدة للتخطيط الاقتصادي IDEP بداكار بالسنغال طوال سنوات السبعينيات، وشارك في تأسيس منظمات بحثية وعلمية إفريقية مثل المجلس الإفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية "كوديسريا" ومنتدى العالم الثالث. وأكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن الثقافة العربية بمفهومها الواسع الجامع خسرت خسارة فادحة برحيل الدكتور سمير أمين، المفكر الذي ينحاز إلى الفقراء، وساهم في تنمية اقتصاديات دول فقيرة في إفريقيا، والذي تصدى لمقولات عديدة سائدة عن التنمية والتحديث وخطط المؤسسات المالية الدولية، روجتها القوى الرأسمالية العالمية لتبرر بها الاستيلاء على موارد دول الجنوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث قدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية، مثل العلاقة بين المركز والأطراف، والعوالم الأربعة، ومحاولة لتجديد قراءة المادية التاريخية وأنماط الإنتاج. يذكر أن الدكتور سمير أمين ولد في المدينة الباسلة بورسعيد في 3 سبتمبر عام 1931 لأب مصري وأم فرنسية، درس في بورسعيد حتى حصل على الثانوية العامة عام 1947 ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، فحصل على دبلوم في العلوم السياسية، وشهاد في الإحصاء ودكتوراه في الاقتصاد من السوربون عام 1957. من أهم إصداراته: دراسة في التيارات النقدية والمالية في مصر، التراكم على الصعيد العالمي، التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة، الأمة العربية "القومية وصراع الطبقات"، الطبقة والأمة في التاريخ وفي المرحلة الإمبريالية، أزمة الإمبريالية أزمة بنيوية، أزمة المجتمع العربي، بعد الرأسمالية، البحر المتوسط في العالم المعاصر، نحو نظرية للثقافة، حوار الدولة والدين، في نقد الخطاب العربي الراهن.. وغيرها.