كشفت دراسة أجرتها شركة "أوجلفى" عن تأثير وسائل الإعلام العالمية لعام 2018 عن انخفاض الثقة فى وسائل الإعلام التقليدية كمصدر للأخبار بنسبة 22% منذ عام 2016، ووجدت الدراسة الاستقصائية التى شملت ما يزيد على 350 صحفيًا فى جميع أنحاء العالم، أن هذه التحولات سوف تؤدى إلى مزيد من التعاون بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعى فى السنوات المقبلة، إذ أن كلاهما سيواجه تحديات مستمرة فى الحفاظ على ثقة القارئ. وفى هذا السياق، تقول جنيفر ريسي، الرئيس التنفيذى للاتصالات العالمية فى شركة "أوجلفي"، إن وسائل الإعلام التقليدية ما زالت على قيد الحياة وبوضعية جيدة، ولكن سيتعين عليها متابعة تطوير شراكاتها مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومع الوقت، يصبح من الواضح بشكل أكبر أنه سيلزم وسائل الإعلام التقليدية التعاون عبر القنوات المختلفة، حيث ستكون أوجه التكامل مع وسائل التواصل الاجتماعى هى وسيلتها كى تستطيع توفير اتصالات حقيقية وشفافة مستقبلًا. وانخفضت الثقة فى وسائل الإعلام التقليدية عمومًا من نسبة 72% فى عام 2016 إلى نسبة 50% هذا العام، كما وجدت الدراسة أيضًا أن الأغلبية الساحقة من الصحفيين (68%) يعتقدون أن المسئول عن ذلك هو كل من قطاع الأخبار وعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك"، بهدف التغلب على "غرف الصدى"، وعلى النقيض من ذلك، يرى 24% فقط ممن شملتهم الدراسة أن المسئولية تقع بصورة فردية على القراء فى تنويع مصادرهم الإخبارية. ويأتى المحتوى المملوك لجهات فى الشرق الأوسط وأفريقيا مثل المواقع الإلكترونية والبيانات الصحفية للشركات فى المرتبة الثانية الأكثر موثوقية بنسبة 34% و24% على التوالي، مقارنة بنسبة 10% و11% لوسائل التواصل الاجتماعي. كما ارتفع عدد الصحفيين الذين يتوقعون المزيد من التعاون بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعى إلى 38%، مقارنة مع 24% فى العام 2017، وتتخطى تلك النسبة الاعتقاد المتمثل فى زيادة استعداد المستهلكين للدفع فى مقابل الحصول على الأخبار عبر مصادر موثوقة (26%). مع استمرار وسائل الإعلام التقليدية فى التكيف مع الوضع الراهن، يعتقد أكثر من 6 من كل 10 صحفيين، أن الأخبار المتاحة على شبكة الإنترنت ستتفوق على تلك الواردة على التليفزيون، باعتبار أنها ستشكل المصدر الإخبارى الأول خلال السنوات الخمس القادمة، أما بالنسبة للمشاركون فى الدراسة الاستقصائية فى أمريكا الشمالية، فيرون أن ذلك سيستغرق وقتًا أطول (3-5 سنوات)، بالمقارنة مع منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادى (سنة إلى سنتين). عندما طُلب من الصحفيين التفكير فى السنوات الخمس القادمة، فقد أشاروا إلى أنهم يتوقعون أن الذكاء الاصطناعى سيشكل الابتكار الإعلامى الأكثر اعتمادًا بنسبة 51%، وذلك بالمقارنة مع الواقع المعزز بنسبة 37%.