عُرف السيف على مر العصور بأنه رمز للقوة والسلطة والسيطرة وسلاح الفرسان فى المعارك والحروب، فالسيف من أدوات الحرب التي تغني بها الشعراء فى قصائدهم، ويعتبر من الأسلحة الحربية التي كانت تستعمل كأداة للهجوم والدفاع وتم اكتشافها فى العصر الحديدي ومعرفة الطرق الصحيحة لسبكه وطرقه. وأبدع الفنانون العرب فى صياغة وصناعة كافة أنواع الأسلحة، وكان ال«سوفاجي» «وهى كلمة تركية تعني صانع وبائع السيوف والخناجر والسكاكين»، استطاع بفنه ونقشه أن يحفر اسمه عبر التاريخ بسن وزخرفة سيوف الملوك والأمراء، واستطاع السيف على مدار التاريخ العربي والإسلامي أن يحفر لنفسه مكانة متميزة بين الأسلحة الأخرى، بل أقيمت دول وممالك وهُدمت حضارات كبيرة بواسطته. وشهدت صناعة السيوف تطوراً كبيراً منذ نشأتها بداية من العصر الحديدي وحتى العصر البرونزي، فالسيف شاهد أساسي عبر التاريخ على الأحداث المهمة والعظيمة كالحروب والمبارزات أمام الملوك حيث ظلت محافظة على مكانتها وأهميتها حتى يومنا هذا، فالعديد من السيوف الخاصة بالملوك تزين جميع متاحفنا المصرية كمتحف الفن الإسلامي ومتحف قصر عابدين وغيرها من القصور الملكية والتي تتميز بدقة الصناعة وروعة التصميم، وتحتوى على الجواهر واللآلئ النادرة، ك«سيف العدل والتتويج» وهو من أهم وأروع مقتنيات متحف الأسلحة بقصر عابدين ومصنوع من الفضة الخالصة ومطلى بالذهب ومطعم بمجموعة نادرة من الأحجار الكريمة والعقيق والياقوت والزمرد. وهناك العديد من الدول التي اشتهرت بصناعة السيوف، كالهند والتي أطلق على سيوفها «سيوف المهند»، كما حظيت دمشق بدور كبير فى صناعة السيوف، حيث يُعد السيف الدمشقي من أهم السيوف التي لاقت شهرة كبيرة عبر العصور، واهتم العرب على مدار تاريخهم الطويل بتزيين وزخرفة السيوف، بين الترصيع بالجواهر النادرة، والنقش بالذهب والفضة، كما تفنن العثمانيون أيضاً فى صناعة وزخرفة وتزيين السيوف، ويُعد العصر المملوكي الأشهر فى التاريخ العربي والإسلامي فى صناعة السيوف، وبالرغم من ذلك لم يصل إلينا من مقتنيات العصر المملوكي إلا مجموعة قليلة من سيوف الأمراء والسلاطين، والذي يرجع إلى استيلاء «تيمور لنك» على دمشق فى عام 1400 والذي قام بنهب وحرق كل محتويات قصور السلاطين والأمراء من تحف ومقتنيات والتي كان على رأسها السيوف، إلى احتلال العثمانيين لبلاد الشام بين عامي 1516 و1517 الذين قاموا بنقل كنوز ومقتنيات مصر والشام إلى إسطنبول، حيث كانت السيوف أيام العثمانيين لا تصنع بغرض الحرب بل ليتقلدها الأمراء فى البلاط العثماني فى المناسبات العامة أي بغرض الزينة، ومن ثم قاموا بزخرفتها وتأنيقها بالذهب والفضة والأحجار الكريمة، كما تحتوى المتاحف الأوروبية على مجموعة كبيرة من هذه التحف والمقتنيات ويعتبر سيف السلطان العثماني «بايزيد الثاني» من أشهر وأهم السيوف العثمانية المزينة وأقدمها، وهو مصنوع من الصلب ويزين بزخارف نباتية جميلة، وكتابات عربية مرصعة بالذهب. كما يعتبر سيف الملك أبي عبد الله محمد الثاني عشر آخر ملوك غرناطة المحفوظ فى متحف الجيش الإسباني من أروع السيوف الإسلامية على الإطلاق، فمقبضه من العاج تكسوه زخارف دقيقة، ومزين بتوريقات، وكتابات منها البسملة، وآيات قرآنية، والذي استولى عليه الملك فرديناند والملك إيزابيلا عندما سقطت غرناطة على يديهما. وكان من أشهر الصناع المصريين الحاج سنقر، وأسنه أحمد صاحب، والحاج محمد إبراهيم أغا وسلطان سيف مصري، وعباسقلي، وعجم أوغلو وهم من الصناع الذين عاصروا السلطان القاجاري ناصر شاة قاجار، وقد نقشت على نصول السيوف بعض الكلمات وبعض الطلاسم لتحمي السيف من الضياع والحفظ أو رسوم للحيوانات وخصوصاً رسم الحيات والأسود بالإضافة إلى اسم الصناع أو الطباع.