أشارت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، لشهر مايو الماضي، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين، ومصادرة أراضيهم وإخطار الكثير من المنشآت بالهدم، حيث هدمت خلال شهر مايو، 12 منشأة في مختلف مناطق الضفة المحتلة، وأخطرت بهدم 9 منشآت سكينة وتجارية، فيما صادقت على بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في مستوطنات الضفة بعد مصادرة وتجريف أراضي مواطنين وشق طرق. وحذر المركز من خطورة إقرار حكومة الاحتلال تطبيق ما سمته "قانون الهدم الإداري" في الضفة، والتي اعتادت تطبيقه في مدينة القدسالمحتلة، ومعناه هدم الإدارة المدنية للبيوت والمنشآت دون الرجوع الى المحاكم، ما لم تنته أعمال البناء خلال ستة أشهر، ويشمل القرار أيضا هدم أي بناء لم يمض على السكن فيه 30 يوما، وهذا معناه التضييق على الفلسطينيين في المناطق المصنفة (ج) وبالتالي عدم التوسع العمراني. وصادقت حكومة الاحتلال في شهر مايو الماضي على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، وذلك جاء بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب القدس عاصمة للكيان، وصادرت أراض وشق طرق. وقررت محكمة إسرائيلية إزالة قرية خان الأحمر البدوية في الضفة الغربيةالمحتلة، التي يعيش فيها 180 شخصا في مساكن أغلبها من الصفيح. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي افيجدور ليبرمان عن بناء 2500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، وأقدمت سلطات الاحتلال على تغيير اسم 667 موقعا تراثيا وأثريا، في إطار سياسة تهويد للمدينة وطمس لهويتها التاريخية والدينية. وأكد مدير مركز القدس عماد أبو عواد، أن الهجمة الاستيطانية باتت ممنهجة بشكل مدروس، حيث وفق تتبع خارطة المصادرة والإخطارات والهدم، فإن ذلك يشير إلى أن "إسرائيل" تعمل بشكل جلي وواضح، على ضم أجزاء واسعة من الضفة تحت ما يسمى ب السيادة "الإسرائيلية"، وما المصادرات والبناء، إلا لفرض الأمر الواقع. من جانبه، أشار الباحث في الشأن "الإسرائيلي" علاء الريماوي، إلى أن الفكر الحكومي اليميني القائم حاليا في "إسرائيل"، يعمل بشكل دؤوب على ترسيخ الاستيطان وضم الضفة الغربية، وما إعلانات المصادرات المتكررة، إلا في سياق إشباع رغبات اليمين "الإسرائيلي". وقال الريماوي" إن فكرة ضم الضفة الغربية، باتت منقسمة على ثلاثة تيارات، الأول يرى ضرورة ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى، فيما يرى الثاني وهو التيار الأكثر قوة في "إسرائيل" الآن، ضرورة ضم كل المناطق "ج"، في الضفة الغربية، بما فيها من السكان الفلسطينيين، فيما الثالث، يرى أن ضم كل الضفة بسكانها الفلسطينيين، لم يعد مشكلة كبيرة، بل بالإمكان التفكير في ذلك، من وجهة نظره.