تتعدد الحكايات والقصص حول بداية استخدام المدفع فى هذا الشأن، وإن كانت كل القصص تتفق على أن القاهرة كانت أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 ه، أراد السلطان المملوكى «خشقدم» أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرج الأهالى إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التى استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضى فى إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعى السحور والإمساك. ومن الروايات الأخرى أن محمد على باشا والى مصر ومؤسس حكم الأسرة العلوية فى مصر من عام 1805 كان يجرب مدفعا جديدا من المدافع التى استوردها من ألمانيا فى إطار خطته لتحديث الجيش المصري، فانطلقت أول طلقة وقت أذان المغرب فى شهر رمضان، فارتبط صوته فى أذهان الناس بإفطار وسحور رمضان، وكان مكانه فى قلعة «صلاح الدين الأيوبي». وفى عهد الخديو إسماعيل تم التفكير فى وضع المدفع فى مكان مرتفع حتى يصل صوته إلى أكبر مساحة من القاهرة، واستقر فى جبل المقطم؛ حيث كان يحتفل قبل بداية شهر رمضان بخروجه من القلعة محمولا على عربة ذات عجلات ضخمة، ويعود بعد نهاية شهر رمضان والعيد إلى مخازن القلعة ثانية. وبدأت الفكرة تنتشر فى بلاد الشام القدس ودمشق وباقى أنحاء الشام ثم إلى بغداد فى أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل هذا التقليد إلى مدينة الكويت وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى أقطار الخليج كافة، قبل ظهور النفط عندهم، وكذلك اليمن والسودان ودول غرب أفريقيا، مثل تشاد والنيجر ودول شرق آسيا؛ حيث بدأ مدفع الإفطار عمله فى إندونيسيا عام 1944.