"مدفع الإفطار اضرب" كلمة شهيرة أعتاد المصريون سماعها مع توقيت أذان المغرب، فمن مظاهر الفرحة والبهجة هو "مدفع الإفطار" والذى كانت القاهرة أول مدينة تطلق المدفع فى عام 865 هجريًا على يد السلطان المملوكي "خشقدم" القلعة هي المكان الرئيسي الذى استقر فيه المدفع طيلة سنوات وسنوات ولكنه انتقل إلى منطقة البحوث الإسلامية، وذلك بسبب تأثير إطلاق "قذيفة المدفع" على الآثار وأسوار القلعة فكان المدفع يستخدم كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متبع فى العديد من الدول الإسلامية بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان. القاهرة صاحبة الفضل وكانت القاهرة أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان، فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 ه أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التى استحدثها. وبدأ استخدام المدفع فى مصر فى عهد الخديوي عباس والى مصر عام 1853م لتذكير أكبر عدد من سكان القاهرة فى ذلك الوقت بموعد الإفطار، ثم أمر بعده بسنوات الخديوي إسماعيل بوضع مدفع مشابه له فوق جبل المقطم، لكى يسمعه أكبر عدد من سكان أحياء القاهرة، وظل المدفع يطلق حتى بداية الثمانينات فى عهد اللواء أحمد رشدى، وزير الداخلية الأسبق. انتشاره فى الشام بدأ استخدام مدفع رمضان فى القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثم انتقل إلى بغداد فى أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت فى عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم انتقل إلى كل أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط، وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول شرق آسيا، حيث بدأ مدفع الإفطار عمله فى إندونيسيا سنة 1944.