رفضت أمهات شهداء رجال الجيش والشرطة بمحافظة بورسعيد، الدعوات التي أطلقها البعض للمصالحة مع جماعة الإخوان الصادر ضدها حكم باعتبارها جماعة إرهابية محظور نشاطها، وتحدثت والدة الشهيد مجند أحمد محمد فوزي، أحد شهداء العملية 2018- بعصبية شديدة- قائلة: "عن أي مصالحة تتحدثون، هل تتحدثون عن التصالح مع من قتل ابني؟ هل تريدون التصالح مع من حرمني من ابني؟ إن الحديث في هذا الأمر بمثابة عار، ويجب أن يتم تقديم كل من يتحدث في المصالحة إلى المحاكمة". فكيف يعقل أن يحارب جنودنا في سيناء ويستشهدون وهم يقضون على الإرهاب ويحمون الحدود، وبدلًا من أن ندعمهم ونساندهم، نتحدث عن المصالحة مع من قتلوهم أو حرضوا وأيدوا قتلهم، أطالب القضاء المصري بالإسراع في محاكماتهم، وأطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة تنفيذ الأحكام الصادرة بإعدامهم، وأطالب بقانون يقضي بإعدام كل من يؤيد أو يساند أو يدعم الجماعة الإرهابية وليس فقط الانضمام إليها، وحدوث هذه المصالحة يعني ضياع دماء ابني وزملائه الشهداء هباء". متابعة: "أنا ذهبت لانتخاب رئيس الجمهورية بعلم مصر، الذي جاء لي ابني ملفوفًا به، فهل تكون هذه هي النهاية"، ثم توقفت عن الحديث ودخلت في نوبة من البكاء. واتفقت معها والدة الشهيد المجند مصطفى خضر مصطفى سليم، الذي استشهد إثر اعتداء إرهابي من عناصر مسلحة على سيارة تابعة للقوات المسلحة عام 2013، قائلة: "إن زملاء ابنها لم يتركوها منذ استشهاده حتى اليوم، وجميعنا في انتظار اليوم الذي يتم القضاء على الإرهاب في مصر وإعدام قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، لكن مؤخرًا أصبت بحزن شديد وحسرة على ابني، وشعرت للمرة الأولى منذ استشهاده أن دماءه قد تضيع هباءً بسبب حديث البعض عن المصالحة مع الإخوان، الذين قتلوا ابني، وأيدوا العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة". وأضافت: "أرفض بشدة أي حديث عن المصالحة، وأطالب الشعب المصري بمقاطعة كل من يتحدث عنها في وسائل الإعلان أو في الأسرة أو الشارع أو العمل أو أي مكان"، مطالبة كل من يتحدث عن المصالحة أن يتخيل أن لديه ابن قتله الإخوان، فهل سيكون هذا هو نفس رأيه"، مختتمة حديثها قائلة: "ابني مصطفى من صغره وهو راجل، وكان فخور بانضمام للجيش المصري، وكان ينوي الاستمرار فيه، للقضاء على الإرهاب، لكنه استشهد قبل تحقيق حلمه". نفس الرفض القاطع والغضب الشديد كان حال والدة الشهيد حسين حافظ عبدالنعيم، الذي استشهد في أحداث استهداف مدرعة عسكرية بمدينة رفح عام 2015، قائلة، إنها ارتدت الملابس البيضاء في جنازة ابنها، وما زالت ترتديها حتى الآن فخرًا به، ومستعدة لارتداء الملابس العسكرية للحصول على حقه وحق زملائه، مضيفة: "الحديث عن المصالح عار، وضياع لحق ودم ابني ودماء زملائه". وطالبت بمحاكمة الإرهابيين وأعضاء جماعة الإخوان محاكمة عسكرية علنية، في كافة ميادين مصر أمام أمهات الشهداء، حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن مصر وقتل خيرة شبابها، وحتى تستريح قلوب الأمهات"- حسب تعبيرها.