في عيد الأم.. لابد أن نتذكرهن.. نكرمهن.. نقبل الأرض تحت أقدامهن.. عن أمهات شهداء الشرطة نتحدث. اليوم نقدم التهاني للمئات من الأمهات اللاتي لن يبخلن على مصر بفلذات أكبادهن، من أجل أمن مصر وأمانها.. التقيناهن ووجدنا في حديثهن الرضا بالمقسوم، والثقة بأن أبناءهن في عليين، ومكانهن بين أهل الجنة. القصاص سحر أمين رفعت، 50 سنة، والدة الشهيد «الرائد حسام السيد بهي» طالبت « الرئيس السيسى أن تكون هدية عيد الأم لهن هذا العام هى تنفيذ حكم الإعدام على قيادات الإخوان الذين تسببوا فى قتل أبنائهن، وبكت والدة الشهيد قائلة «ابني قتل قبل زفافه بشهرين فهو استشهد في أحداث محاولة اقتحام الإخوان مكتبة الإسكندرية عقب فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس وبعدها فقدت كل شيء واصبحت الحياة من بعده بلا طعم ولا لون، فكان هو أقرب إخوته الينا وأبرهم بنا وكان كل ما يطلبه منا أن ندعو له بالستر، كنا نتمني أن نراه عريساً بجوار زوجته ونقوم بتجهيز عرس الزفاف ولكنه كان دائماً يشرد بتفكيره وينظر إلينا بشدة ويقول لهم أشعر بأنني سوف أكون عريساً ولكن في عرس آخر ودائماً أري نفسي أرتدي جلباباً أبيض وليس بدلة الزفاف، كنت أشعر بالخوف والرعب عندما أسمع نجلي يتحدث عن الشهادة وكنت أبكي وأطلب منه عدم الحديث في ذلك ولكنه كان يقول لي إنت تزعلي يا أمي عندما تكونين أم الشهيد وفي يوم الحادث كانت المأمورية الموجه لها بالقاهرة، ولكن تم استدعاؤه فجأة في مكتبة الإسكندرية، وأثناء نزوله نظر إلي بشدة وقام بتقبيلي وكأنه يودعني وطلب من شقيقه الأصغر وهو ضابط أيضاً أن يضع والده ووالدته في عينيه وكان يردد كلماته ويقول «ياريتني كنت مكانه ويا بخت اللي يموت شهيد». وخرج طالباً الشهادة من الله. وأراد الله أن يستجيب لحسام فبعد ساعات من فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، بدأت الإسكندرية تشتعل بغضب جماعة الإخوان المسلمين ، وبدأت الجماعة بقطع الطرقات وقاموا باقتحام المجلس الشعبي المحلي، وهو المقر المؤقت لمحافظة الإسكندرية وحاولوا اقتحام أقسام الشرطة ولكن أمن الإسكندرية ومن بين رجاله النقيب حسام باهي حال دون ذلك، وبدأ الإخوان في الاشتباكات مع أهالي الإسكندرية وبدأ سقوط القتلي والمصابين. ومع وصول جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها الي مكتبة الإسكندرية ورغبتهم في اقتحامها، وقف النقيب حسام باهي يحمي خلفه عشرات الأهالي ويحاول منع الوصول الي تراث الإسكندرية وتاريخها وثقافتها، ولكن يداً غاشمة أصابته ب3 طلقات نارية في الصدر والكتف والبطن سقط بعدها مبتسماً وسط من كان يحميهم، وهو ينطق الشهادة ويقول الحمد لله.وبعد ساعات فوجئت بزملائي يتصلون بي يقدمون لي العزاء وأنا لم أعرف في أيهما إلي أن علمت بوفاة الشهيد. «إعدام بديع والبلتاجي» بكت والدة الشهيد الملازم أول محمد علي المسيري «الذي استشهد في أحداث الحرس الجمهورى 8 يوليو 2013 أثناء اشتباكات الإخوان مع الأمن لاعتقادهم بوجود «مرسى» داخل الحرس ومحاولة اقتحامه لتهريبه، أثناء حديثها وقالت «كان أول واحد ييجي يقول لي كل سنة وانت طيبة يا ماما في عيد الأم ويبوس إيدي»، وتكمل: ابني الشهيد لم يفارق ذاكرتي لحظة واحدة منذ استشهاده، ورغم أن لديَّ أبناء غيره، إلا ان رحيله أثر فيَّ كثيراً، كما لو أنه ابني الوحيد. ورغم أنه ثالث عيد أم يمر عليَّ بدونه فإنني أتذكره دائماً وأقول بكل فخر «ولدي ترك لي هديته قبل رحيله، هدية لن أنساها طول عمري، إنها تحرير مصر من الإخوان ».علي الرغم، أنني كنت متعلقة جداً بنجلي وكنا مثل الأصدقاء لم يخف شيئاً عني وقبل الحادث بأيام كان دائماً يقول لي شاهدي التليفزيون دائماً ممكن أن تريني شهيداً مثل هؤلاء الشهداء وعندما كنت أشعر بالخوف كان يقول لي هذا وسام يا أمي وكان يتمني أن يموت شهيداً ولم أعلم بأن أبواب السماء كانت مفتوحة وتحققت أمنياته.وتنهدت أم الشهيد وقالت: علي الرغم من أن نجلي ضحي بحياته من أجل الوطن فإنه للأسف يمر عليه العام الثالث ولم يسأل عنه أحد ولم يحصل على حقه حتى الآن،وطالبت أم الشهيد بالقصاص من بديع والبلتاجي وقيادات الإخوان لأنهم هم وراء التحريض علي الضباط والمواطنين فعندما يتحقق ذلك سيكون هذا اليوم تكريماً لنا وعيد أم بالفعل. الاحتفالات مؤجلة تقول تغريد سعيد احمد «44 سنة» والدة أحد الشهداء: «كيف أفرح وقاتل ابني حر؟ هل يرضي الله أن أري قاتل ابني أمامي مازال علي قيد الحياة يوم عيد الأم دون حساب؟» تتساءل أم الشهيد النقيب أحمد سعد الديهي «والدموع تملأ عينيها: نجلي استشهد برصاصة في القلب في منطقة برج العرب أثناء القبض علي أنصار بيت المقدس وتقول الأم إنه رغم صدور أحكام بإحالة المتهمين للمفتي فإنهم حتي الآن يحاولون الصلح مع الإخوان وتناسوا تماماً أنهم أهدروا أرواح أبنائنا وأضافت: لن تشعر روح ابنها بالراحة إلا بعد إعدام هؤلاء المتسببين في قتل نجلها، وتحكي الأم عن ابنها الذي تصفه بأنه كان شريك حياتها، ولم يتخلف عن تقديم الهدية لها كل عام في عيد الأم، أكثر ما يؤلمني اليوم هو أن أري أمامي الإخوان الإرهابيين وغيرهم من قتلة أولادنا مازالوا علي قيد الحياة. فهل هذا يرضي الله؟»، وتكمل: أنا وكل أمهات الشهداء لا نطلب سوي القصاص. وتقول والدة الشهيد النقيب مازن إبراهيم إن وجود مرسي والمرشد والبلتاجي في القفص عندي بالدنيا كلها وهي أجمل هدية عيد أم لي بعد فقدان نجلي علي أيدي الارهابيين في أحداث رابعة وتبكي والدة الشهيد: أخذوا نور عيني في لحظة بسبب خيانتهم للبلاد، لم يوجد أحن منه علي أمه وإخواته، آخر يوم شفته فيه كان قبل فض رابعة بأيام وكان يقول لي عاوزك تدعي لي ياست الحبايب فأنا أشعر بأني سوف أكون أول شهيد شرطة في المأمورية القادمة قلت له لا تقول هذا الكلام ولكنه ابتسم وقال وأنا ياريت ربنا يكتبها لنا وطلب مني في حالة استشهاده ألا أبكي بل أدعي له واقرأ له القرآن وقام بتقبيل يدي وسافر الي المأمورية وانقطع الاتصال بنا وبعد يومين جاء لنا تليفون من زملائه يخبروننا بأنه استشهد ولم اشعر بنفسي وأصبت بحالة إغماء ودخلت في غيبوبة لمدة 3 أيام لقد أعطاني الله الصبر ورضيت بما كتبه الله لنا ولكني لن يهدأ لي بال حتي يتم إعدام هؤلاء الكفرة الذين قتلوا ابني وغيره من الشهداء كأنهم «فراخ». وبكت «سهير حسين محمد « 35 سنة» والدة الشهيد مجند أحمد فؤاد وأكدت أن هذا العيد هو اصعب الاعياد عليها لأن ابنها الشهيد كان باراً بها، وكان يسابق أشقاءه في تقديم الهدايا لها، بل كان يقبل يديها كلما ذهب إلى أي مأمورية وهذا العام سبق مصر كلها وقدم روحه هديه للأمة كلها لتنعم بالأمان وحرم أمه المسكينة من رؤيته والتطلع لوجهه الباسم الضاحك رغم ما كان يعيشه من ضيق في صدره بسبب الأوضاع التي كانت تعيشها مصر بسبب محاولة الإخوان السيطرة علي البلاد، وأضافت أم الشهيد باكية حسبي الله ونعم الوكيل فيمن قتل ابني وحرمني من «كل سنة وانت طيبة يا أميى، وقد رفضت الأم أن تتذكر أي مناسبات أو هدايا الشهيد لها علي مر السنوات الماضية مؤكدة أن هديته هذا العام فاقت كل الهدايا فيكفي أنه منحها لقب أم الشهيد وقدم روحه فداء لهذا اللقب. وقالت: ابني كان دائماً يقول لي روحي فداء شعبي كله يا امي وعندما اطلب منه الاعتذار عن مأمورية ضبط الإخوان كان يقول لي أنا راجل يا أمي وحماية الشعب واجبي أنا مجند ورسالتي هي حماية الوطن والشعب وقبل خروجه لمأمورية «الضبعة» في 5 أغسطس 2014 طلب مني أن أهتم بصحتي وأخذ علاج العظام علشان أقدر أمشي علي رجلي ووعدني عندما يعود سوف يأخذني لأحسن طبيب لمعالجتي ولكن للأسف ثاني يوم من سفره دق جرس التليفون ليبلغوني بالخبر. وأكدت أم الشهيد: مفيش أي تعويض ممكن يرجع ابني لأن لو التعويض يرجع ابني كنت دفعت حياتي كلها من أجل عودة ابني لكن في النهاية باقول حسبي الله ونعم الوكيل في كل إرهابي تسبب في قتل ابني. زيارة من العالم الآخر قالت : زينب أحمد « 45 سنة» أم الشهيد المجند السيد محمد عبد الحكيم الذي استشهد في 28 يناير جمعة الغضب أثناء خدمته في قسم شرطة سيدي جابر أثناء قيام الإخوان باقتحام القسم قاموا بإطلاق النار عليه وراحت روحه أثناء قيامه بالدفاع عن عمله. وتساءلت ما هو ذنبه إنه مجند شرطة فهل أصبحت هذه وصمة عار وعلي أساسها يتم قتل أبنائنا. هؤلاء الإرهابيون يقتلون كل يوم شهيداً من أبنائنا. وتبكي أم الشهيد وتقول ابني كان كتلة من الحنان والبر بوالديه وأسرته وقد جاءني في المنام وانا ابكي امس وقال لا تحزني يا أمي فأنا قدمت روحي فداء للحرية وأنا اهديها لك في عيد الأم.