مئة عام مرت على تأسيس مدرسة دير اللاتين في حي السماكية، شمال شرق الأردن، التي كانت وما زالت منارة علم حيث تسلح روداها بجميع أنواع المعرفة، وما زالت تستقبل الأبناء صغارًا وتخرجهم كبارًا. ما يميز المدرسة أنها مختلطة، تضم طلابا مسلمين مع المسيحيين، وتصل نسبتهم إلى 30% من الطلبة، وتستقبل التلاميذ بداية من الصف الأول حتى الصف الثامن، وهي تدرس اللغة الإنجليزية بمنهج مختص بالمدارس الخاصة بالبطريركية اللاتينية، كما أن المدرسة لها باع طويل في تعليم الثقافة الدينية والأخلاقية والسلوكية. يقول زعل حجازين، مدير مدرسة دير اللاتين: إن المدرسة تأسست عام 1909 وبدأت أعمال البناء بها في 1912، ورسالة المدرسة ذات وجهين؛ رسالة دينية وأخلاقية وسلوكية، وهي تبعث دائمًا عن الأشياء والثقافة المفيدة والنافعة حتى يتخرج الإنسان معًا، وقد تخرج في هذه المدرسة العديد من الأجيال تبوءوا العديد من المناصب والمراكز بمملكة الأردن. وأكد الأب إبراهيم نفاع أن المدرسة تتبع البطريركية اللاتينية داخل الأردن، والبطريركية كان أول تواجد لها في الأردن عام منتصف القرن ال19، وفي 1909 وفي منطقة السماكية تبرع أحد المؤمنين بمكان بسيط للأباء اللاتين وكان عبارة عن خيمة بمنطقة السماكية، وقد استخدم الآباء المكان كمسكن للكهنة وكذلك مدرسة وحتى عام 1912 تم تقديم الأرض للبطريركية اللاتينية وتم بناء كنيسة ومدرسة. ودائمًا ما تحرص البطريركية اللاتينية على بناء المدراس لأبنائها من أجل ترسيخ العلم والمعرفة لدى أبنائها في الأردن الحبيبة، لأن العلم هو السلاح لمواجهة الجهل والظلام الذي قد يسود العالم. ورسالة البطريركية اللاتينية التعليمية في الأردن، منذ عام 1869 حيث تم تأسيس أول مدرسة لها في مدينة السلط، وهي مستمرة إلى اليوم في رسالتها السامية في بناء وطن المحبة والسلام والعيش المشترك في ظل القيادة الهاشمية.