شىء راسخ فى الأرض كأوتاد الحدود وكشجر الكافور على شطآن النيل، وكأنه نسخة متعددة تجد واحدة منها فى كل القرية، طبق الجبن القديم معلق على «التوتة»، ومعه «العيش والقوطة» وبراد الشاي، إن كنت ابن المكان فحتما ستمر «تاخد واجبك» وإن كنت غريبا «سيصف لك الناس غيط الحاج فرج»، لتأخذ واجب الضيافة. الحاج فرج يقول: «أنا من الجابرية مركز المحلة الكبرى، ببدأ يومى من بعد صلاة الفجر، بصلى وأروح الغيط بالبهايم، وافضل هناك لغاية المغرب، الكنكنة على الركوة للى ييجى يا مرحبا به، طول النهار قاعدين نتحدت فى كل حاجة عن زمان وعن دلوقتي، والأيام دى بنتكلم على اللى السيسى عمله فى البلد فى وقت صغير، وعن شبابنا اللى بيضحى بروحه علشان مصر». ويتابع عم فرج: «أنا متعجب من الناس اللى بتحارب الجيش، هتستفاد إيه، مليون تقليعة جت وراحت، والبلد دى معروفة من قديم الأزل اللى يحكمها واحد شديد من الجيش، علشان شديد وأمين ومزروع جواه إيمان بيها، يعنى لا ينكسر ولا يفرط، فهيجى شوية عيال يعملوا ألابندة ويمشوا الكون على مزاجهم، ما يصحش يشوفوا شغلانة تانية يشتغلوها». ويختتم عم فرج: «فكرك يا ابنى أنا لو مسكت واحد من الإرهابيين، قسمًا عظمًا بالله، هخرط راسه بالفاس وأرميها للحمار ياكلها، بلاش شغل فاضى وقلة أدب».