أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أهمية دور الهند في دعم جهود التوصل لحلول سياسية للأزمات الإقليمية وفي تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف. جاء ذلك خلال لقاء الملك عبدالله الثاني في العاصمة الهنديةنيودلهي، اليوم الأربعاء، وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، حيث جرى استعراض سبل تعزيز التعاون بين الأردنوالهند، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. ووفقا للديوان الملكي الهاشمي، فقد أكد الملك عبدالله الثاني، خلال اللقاء، أهمية إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والحرص على النهوض بالعلاقات بينهما في مختلف القطاعات لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والدفاعية. وتم استعراض المساعي المبذولة لإيجاد حلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط، إضافة إلى جهود الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية. بدورها، أعربت وزيرة الخارجية الهندية عن تقدير بلادها لدور الأردن المحوري، بقيادة الملك عبدالله الثاني، في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والتعامل مع الأزمات الإقليمية. كما حضر العاهل الأردني جانبا من فعاليات منتدى الأعمال الأردنيالهندي، الذي عقد في نيودلهي، بمشاركة أكثر من 300 من رجال وسيدات الأعمال والمستثمرين وممثلي الشركات من كلا البلدين. ويبحث المشاركون في المنتدى، الذي ينعقد تحت عنوان "تعزيز الاستثمار والتجارة والشراكات بين الأردنوالهند"، فرص تعزيز التعاون بين الأردنوالهند في عدد من المجالات. وأكد الملك عبدالله الثاني، في كلمة ألقاها في المنتدى، حرص الأردن على توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة التبادل التجاري مع الهند. وشدد العاهل الأردني على أهمية أن يرتقي البلدان بمستوى علاقاتهما نحو الأفضل؛ لافتا إلى أن هذا المنتدى يشكل نموذجا لتبادل الأفكار الجيدة واستكشاف الفرص. وعلى هامش فعاليات المنتدى، التقى الملك عبدالله الثاني مع عدد من قادة الأعمال والمدراء التنفيذيين لكبريات الشركات في الهند، حيث تم استعراض الفرص الاستثمارية التي يوفرها الاقتصاد الأردني. وأكد العاهل الأردني، خلال اللقاء، أن هناك فرصا كبيرة لتوسيع وتنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الأردنوالهند، مشيرا إلى أن الهند هي ثالث أكبر شريك تجاري للأردن. ولفت إلى ما تقوم به المملكة من إجراءات لتحسين بيئة الأعمال وتحفيز الاستثمار، مشيرا إلى العديد من القطاعات الحيوية، لا سيما في مجالات الطاقة والتعدين والسياحة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات وصناعة الأفلام، والتي تشكل فرصا استثمارية للشركات الهندية. وتناول اللقاء مجالات التعاون في قطاع الطاقة المتجددة وحلول تخزين الطاقة، إضافة إلى فرص الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة، التي تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول، لدخول الأسواق العالمية، خصوصا الإفريقية والأمريكية والأوروبية، فضلا عن أسواق شرق إفريقيا. وزار الملك عبدالله الثاني، المعهد الهندي للتكنولوجيا في نيودلهي، حيث أكد العاهل الأردني أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجامعات الأردنيةوالهندية، لافتا إلى ضرورة الاستفادة من التجربة الهندية المتميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والبحث العلمي. وأشار إلى التجربة الهندية في التعاون بين القطاعات الصناعية والحكومة والمؤسسات التعليمية على جميع المستويات النظرية والتطبيقية يعتبر نموذجا متميزا يمكن للأردن الاستفادة منه، معربا عن تطلعه إلى زيادة التعاون بين المعهد الهندي للتكنولوجيا والجامعات الأردنية في عدد من المجالات، من ضمنها تكنولوجيا المعلومات، وأمن المعلومات، والطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة. وعلى هامش الزيارة، جرى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي على مدى خمس سنوات بين المعهد الهندي للتكنولوجيا في نيودلهي وجامعة الحسين التقنية، تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.