الفنان صفا الجميل، عشق الكثير أدواره ولم يكن أحد يعرف أنه صديق عبدالوهاب، وكان يستبشر به خيرًا. اكتشف عبدالوهاب «صفا»، وكان يتفاءل به ويعتقد فى أنه تميمة نجاح، فقد رُوى عن موسيقار الأجيال أنه ذات مرة تعثر فى تسجيل أغنية بعينها، وأعادها أكثر من مرة، ولم يرضَ عن أى من هذه التسجيلات، ولكنه عندما اتصل ب«صفا» وحضر إلى الاستوديو، أصبح كل شيء على ما يُرام. لم يكُن عبدالوهاب وحده هو من اعتاد أن يستبشر بوجه «صفا» الجميل، فكذلك كان الفنان أنور وجدى قد اعتاد أن يتصل به عند شروعه فى كتابة سيناريو جديد، وأيضا الشاعر صالح جودت، الذى طلب من «الجميل» أن يمُر عليه صباح كل يوم لكى يُلهمه، لكن «صفا» اكتفى بأن يمُر عليه مرة فى الأسبوع. ورغم أن أرشيف «صفا» السينمائى لم يتعد ستين دقيقة على الشاشة، موزعة على 27 فيلمًا، لكن أحدًا لا ينسى ظهوره المتميز بفيلم «دهب»، فى دور «حرنكش» ابن الفنانة زينات صدقي، أو دوره ضمن الطلاب الذين كان يدربهم الفنان «شرفنطح» على غناء نشيد الترحيب بالفنان نجيب الريحانى فى فيلم «سلامة فى خير»، وقد نشّز فى نهاية النشيد بشكل لافت. كما كان الفتى الذى وضع النشادر فى عينيّ فاتن حمامة فى فيلم اليتيمتين لتفقد بصرها، فضلًا عن أنه مرتجل أشهر مقولات السينما المصرية «شرف البنت زى عود الكبريت»، فى فيلم «شباك حبيبي». وتعد المطربة السورية أسمهان عشق «صفا» الأبقي، وقد كُسر قلبه بعد وفاتها المفاجئة فى 1944، فقد كان يعتقد أنها بادلته حبًا بحُب، حيث كانت تحرص على بقائه برفقتها فى الاستوديو طوال الوقت، وعندما كانت تُسافر خارج القاهرة، كانت تحرص أن تتواصل معه عن طريق الخطابات. خفة دم «صفا» جعلت «أسمهان» بجانبه دائما، وحيثما ذهبت.