برعت السينما المصرية طوال تاريخها في صنع النجومية لمئات الفنانين في مصر والوطن العربي، حتي أُطلق عليها »هوليوود الشرق».. ومنحت السينما في مصر كثيرا من الوجوه شهرة ونجومية كبيرة رغم أن هذه الوجوه عُرفت فقط من خلال أدوارها الثانوية التي كان أغلبها مؤثرًا، وذلك كله دون أن نهتم نحن كمُشاهدين بمعرفة من هم هؤلاء النجوم. في السطور التالية نواصل الحديث عن بعض نجوم الأدوار الثانوية الذين نُحبهم ولا نعرف أسماءهم. أدمون تويما.. »الجواهرجي الخواجة» من أشهر الكومبارسات الذين عملوا في السينما المصرية تخصص في تقديم دور الخواجة ولعل ما أهله لذلك ملامحه الأوروبية ولكنته، اسمه الحقيقي يوسف أدمون سليم تويما وُلد عام 1897، لأسرة لبنانية تقيم في مصر، فكان والده موظفاً في الحكومة المصرية، وتلقي تعليمه في مدارس فرنسية بالقاهرة.. أجاد اللغة الفرنسية إجادة تامة، إلي درجة أنها أثرت في لغته العربية كتابة وقراءة ونطقًا، فكان يكتب أدواره العربية باللغة الفرنسية، ثم يلقيها بتلك اللكنة الأجنبية التي اشتهر بها في المسرح والسينما.. كان يقوم بتدريس اللغة الفرنسية للعديد من الفنانين والفنانات نتيجة لإجادته التامة لها وبدأ حياته في فرقة رمسيس بالعمل في الإدارة المسرحية خلف الكواليس، عندما كون يوسف وهبي لجنة للقراءة، أطلق عليها اسم لجنة التأليف والترجمة للاطلاع علي ما يقدم إليها من مؤلفات. ملك الجمل.. »الشريرة» استطاعت الفنانة ملك الجمل تجسيد أدوار الشر بحرفية شديدة، لدرجة أنك تكرهها بمجرد رؤيتها علي الشاشة، فهي »حكمت».. المرأة الشريرة القاسية في الشموع السوداء، والخاطبة الشريرة التي تغري والدة العروس »زهرة العلا» أن تتزوج »عباس الزفر» أو محمود المليجي في إسماعيل يس في الأسطول، ورغم قيام المخرجين بحصرها داخل هذا النمط من الأدوار، إلا أنها حققت نجاحا كبيرا فيها، ومن أدوارها الأخري التي لا تنسي، وكانت جريئة جدا في حينها، دورها في فيلم »الطريق» حيث جسدت دور امرأة شاذة تعمل مدرسة في إحدي المدارس.. وبالإضافة لأعمالها السينمائية، تألقت ملك الجمل بأعمالها المسرحية والإذاعية.. ومن أشهر أعمالها الإذاعية، إن لم يكن أشهرها علي الإطلاق. دور »خالتي بمبة» في المسلسل الإذاعي »عيلة مرزوق أفندي»، حيث جسدت دور المرأة الشعبية الثرثارة التي تتدخل فيما لا يعنيها، وُلدت ملك الجمل يوم 29 يناير 1929 ورحلت يوم 23 ديسمبر 1982. حسن أتلة.. »اللي أكل الميت» الفنان الكوميدي حسن أتلة صاحب أشهر الجمل والإيفيهات الكوميدية في السينما المصرية، كان يمتلك محلا للآلات الموسيقية، بدأ رحلته في الإذاعة وكان رمزا من رموز الإذاعة في ذلك الحين، ثم اتجه إلي السينما في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، دفعته خفة دمه إلي الاشتراك مع العديد من النجوم في السينما وكان منهم الفنان إسماعيل ياسين الذي اشتهر بجملته المشهورة »منبه يا معنمي منبه» وكان يقصد بتلك الجملة »مربي يا معلمي مربي» و»انا عندي شعرة ساعه تروح و ساعه تيجي». الفنان حسن أتلة له ما يزيد عن 44 فيلما شارك في معظمها كومبارسا إلي جانب العديد من النجوم الكبار منهم إسماعيل ياسين وشكوكو وغيرهما. ماري باي باي.. »المرأة القبيحة» اسمها الحقيقي بهيجة محمد علي، ممثلة مصرية من مواليد 29 يوليو سنة 1917، وتوفيت عام1997، واتجهت للسينما عندما اكتشفها يوسف وهبي، اشتغلت راقصة وعملت في المسرح مع ثلاثي أضواء المسرح وفؤاد المهندس واشتهرت بدور فتاة الليل الدميمة ومن أهم أدوارها كان أفلام كيلو 99 وعاشور قلب الأسد واسماعيل ياسين في مستشفي المجانين ومطاردة غرامية وكان آخر أدوارها فيلم »الرايا حمرا» سنة 1994. بهيجة محمد علي كانت تعمل في بداية حياتها في سجن النساء وتزوجت من سجان لكن انفصلت عنه واشتغلت راقصة في الأفراح، وتعتبر واحدة من أشهر كومبارسات السينما، التي اشتهرت بدور المرأة القبيحة التي يهرب منها الرجال. ثريا فخري »دادة حليمة» وُلدت في مدينة حلة بلبنان، بدأت مسيرتها الفنية في عام 1939 في فيلم العزيمة تزوجت محاسب الفنانين محمد توفيق، لكنها لم توفق في زيجتها، وبعد أن أنهت دراستها الابتدائية انضمت إلي إحدي الفرق اللبنانية، ثم جاءت إلي مصر عندما بلغت الخامسة والعشرين من عمرها حيث أقامت مع والدها في الإسكندرية، وانضمت إلي فرقة الفنان »علي الكسار» لتستكمل مشوارها الفني من خلال العديد من الفرق المسرحية، ووصل رصيدها الفني إلي ما يقرب من 32 مسرحية. صفا الجميل.. »نوفل» الفنان صفا الدين محمد الشهير ب»صفا الجميل» وعُرف بين معارفه باسم صفصف من باب التدليل، وُلد في القاهرة 1920، أشهر من ألقي قصيدة أمام مدرسه في فيلم سلامة في خير عندما كان نجيب الريحاني يزور مدرسة ابتدائية وكان التلاميذ يغنون نشيدا بمناسبة تشريفه للمدرسة وكان هذا الممثل أحد تلاميذ الفصل ونذكر أنه كان نشازا بينهم في الصوت وآخر النشيد كانت كلمة »محببا» وكان يقولها لوحده. ترررم واعترض عليه المدرس شرفنطح وضربه علي رأسه وكان اسمه نوفل في فيلم شباك حبيبي مع عبدالعزيز محمود ونور الهدي. وفي الفيلم ظهر بدوره الأشهر علي الإطلاق »نوفل» وارتجل أشهر إفية سينمائي الذي تحول إلي مقولة شعبية.. شرف البنت زي عود الكبريت، اكتشفه المخرج محمد كريم وأسند له دورا صغيرا في فيلم »دموع الحب» 1935 مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، أشركه الفنان نجيب الريحاني في أفلامه وفرقته المسرحية، ومن طرائف الفنان صفا أنه عندما شاهد الفنانة »ليلي مراد»، فقد أحبها من أول نظرة وكان يريد أن يعرض عليها الزواج ولكنه كان دائما يتذكر أنه دميم الوجه فقد أبي أن يعرض عليها الزواج ولكن ليلي مراد عندما علمت بمشاعره أرسلت إليه وقالت له يا »صفا» أنت »صفا الجميل» إني أحبك مثل أخي ولكن أنا متزوجة »أنور وجدي» وبعد ذلك اللقاء أصبح اسمه »صفا الجميل». ومن طرائفه أيضاً أنه قال إن حبه لأسمهان بعد ذلك أنساه حب ليلي مراد، لأنه كان يعتقد أن أسمهان كانت تبادله الحب وذلك لأنها كانت تحرص علي وجوده معها أثناء عملها في الاستوديو. كان الفنان محمد عبدالوهاب مكتشف صفا يتفاءل به ويعتقد أنه تميمة نجاح، كان إذا سئل عن وحاشته قال: »كويسة.. علي العموم أنا مبسوط كده.. ويمكن يعملوا مسابقة للوحاشة آخد فيها الجايزة الأولي.. مين عارف.. ربك كريم». حسن كفته.. »متقدرش» بدأ حسن عبد السلام الشهير بحسن كفتة مشواره الفني بالعمل كومبارسا في فيلم للفنان »سعد عبدالوهاب» وهو في العاشرة من عمره في عام 1948، فبعد أن فشل في التعليم لم يجد من سبيل إلا العمل مع والده كصبي سمكري، ومن هنا اكتشفه المخرج »مختار حسين» أثناء تواجده بالورشة وعرض عليه العمل بفيلم »العيش والملح»، تلاه دور في فيلم »جعلوني مجرما» للراحل فريد شوقي. وكان من أشهر أدواره دوره في مسرحية »الهمجي» مع الفنان الكبير محمد صبحي، فهو صاحب الإفيه الشهير »متقدرش».