قال جابي خوري ابن شقيقة المخرج الراحل يوسف شاهين، إن هناك الكثير من العاملين بالوسط السينمائى فى مصر كانوا يظنون أن شاهين يحصل على دعم فرنسى لتنفيذ أفلامه بسهولة، وهذا مخالف للواقع بحكم عشرته الطويلة مع شاهين ومعاصرته للعديد من المشروعات السينمائية التى قام بتنفيذها بمشاركة فرنسية، وخاصة مع المنتج الفرنسى الكبير أمبير بالزان الذى شارك فى إنتاج معظم أفلام شاهين. وأضاف خورى ل"البوابة نيوز" أن هناك رحلات عمل عديدة قام بها شاهين لفرنسا وشهدت مقابلات كثيرة، ولم تكن المبالغ التى يتم دفعها لدعم أفلام شاهين ضخمة كما كان يتخيل البعض، ولكنها كانت فى نفس الوقت مبالغ تسمح له بتنفيذ أشياء جديدة ومبتكرة فى أفلامه لم تتح لغيره من المخرجين فى تلك الفترة، ودائمًا ما كانت تشهد هذه الرحلات مجهودًا كبيرًا من جانب شاهين، سواء من ناحية التحضير للعملية الإنتاجية والحصول على التمويل المناسب أو من ناحية عرض الأفلام فى دور العرض الفرنسية. وتابع: شاهين حينما كان يعرض أحد أفلامه فى فرنسا كان ينشغل قبل بداية العرض بأيام قليلة بعمل لقاءات صحفية وتليفزيونية لوسائل الإعلام الفرنسية بطريقة مكثفة، لأنها كانت السبيل الوحيد وغير المكلف ماديًا لعمل دعاية لتلك الأفلام، وكانت هذه المسألة تجعله يجرى هذه اللقاءات على مدار اليوم كله من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الحادية عشرة مساء بدون راحة حتى لتناول الغذاء، وكان شاهين يبذل مجهودًا كبيرًا لأنه كان يعلم أن هذه الطريقة هى الأمثل لعمل دعاية للفيلم بدون أن يتكلف أى عبء مالى جديد، وخاصة أنه لم يكن يستطيع تحمل نفقات إعلانات للفيلم بالقنوات الفرنسية المختلفة أو عمل حملة دعاية بالصحف الفرنسية أو نشر أفيشات هذا الفيلم بالشوارع.