فى واحدة من أبشع جرائم القتل فى منطقة العمرانية، والتى جسد فيها طفل دور القاتل بعدما عبث الشيطان برأسه بعد إلحاح من والده عليه من أجل العمل للحصول على راتب شهرى له، فلم يكن أمامه سوى أن ينسج خطة ماكرة للحصول على المال، عوضًا عن العمل، فترقب جاره العجوز بعد أن بات هدفًا سهلًا لسرقته، والذى تأكد من وجوده بمفرده داخل منزله، ليستل سكينًا ظن أنه سيهدده به، للحصول على ما يملك من مال يسد به طمع والده، وما أن شاهده «عم شوقي» والذى استغاث بمن حوله، فباغته «حسين» بتسديد طعنة نافذة فى صدره أردته قتيلا، ليفر هاربًا تاركًا وراءه جاره مضرجا بدمائه. فى السطور التالية تفاصيل الجريمة البشعة.. فى أحد العقارات بشارع «ماهر الحداد»، والذى يقطن به المجنى عليه، خيم الحزن على أرجائه وبابه الحديدى ملطخ بدماء المجنى عليه، يقول نجل المجنى عليه وزوجته: والدى يقطن بمفرده داخل شقته بالدور الأرضى، وأبناؤه وأشقاؤه يقطنون بذات العقار ولكن لم نتركه بمفرده بل نتردد عليه لزيارته دائما لقضاء طلباته، وهو يأتى للمكوث معنا ثم يعود لشقته مرة أخرى للنوم، وفى يوم الواقعة كان يمكث معنا فى الشقة وبعد ذلك نزل إلى شقته للخلود إلى النوم، بعد دقائق قليله سمعنا صوته ينادى علينا ويستغيث بنا، هرعنا مسرعين له فوجدناه يقف ويستند على الحائط، ويمسك ظهره بيده وينزف الدماء، وعندما سألناه ماذا حدث قال: إن ولدا ضربه بالسكين ولاذا هاربا، أسرعنا للخارج لمحاولاة الإمساك به ولكننا لم نجده. وتابع «إسحاق» نجل المجنى عليه، أن المتهم لم نعرفه من قبل ولكن والدى كان يذهب لشراء الجلود من محل الجزارة الذى يعمل به المتهم، ووالدى كان يعمل رغم كبر سنه، ورغم أننا نقفل باب العقار من الأسفل، علمنا أن المتهم انتظر بالشارع لفترة طويلة واستغل خروج أحد من العقار وترك الباب مفتوحا لحين عودته، ودخل لينفذ جريمته التى لم تستغرق دقيقة واحدة، ولاذ بالفرار هاربا عندما استغاث والدى بنا، وكاميرات المراقبة المتواجدة بالمحلات أمام العقار رصدت المتهم، وأرشدت المباحث عن المتهم، وألقت القوات القبض عليه. كان المقدم محمد أمين مفتش مباحث قسم شرطة العمرانية، تلقى بلاغا من الأهالى بوقوع جريمة قتل بشارع ماهر الحداد والعثور على جثة مسن مقتول، على الفور انتقل ضباط المباحث لمكان الواقعة بقيادة الرائد محمد داوود رئيس المباحث، ومعاونيه النقيب محمد نجيب، والنقيب أحمد الأبيض، عثروا على جثة «شوقى.ا» 70 عاما، وبه جرح غائر بالظهر، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة طفل يعمل بمحل جزارة. وبإعداد الأكمنة للمتهم، تمكنت القوات من القبض عليه ويدعى «حسين.م» 16 عاما، يعمل بمحل جزارة، وبمواجهته اعترف بالواقعة، وتمكنت القوات من ضبط السلاح المستخدم فى الواقعة، وأقر المتهم خلال التحقيق معه، أنه لم يقصد قتل المجنى عليه بل كان يريد سرقته فقط خوفا من عقاب والده. وأضاف، أن ظروفهم المادية صعبة وأنه مسئول عن دفع مرتب 300 جنيه شهريا لأسرته لمساعدتهم، وأن والده يعاقبه بالضرب المبرح إذا لم يحضر المبلغ، وفى يوم الواقعة خشى أن يعود لوالده بدون المال، فدبر خطة لتجهيز المبلغ، وتذكر أن المجنى عليه يمكث بمفرده، فذهب إليه لمحاولة سرقته، فاستغاث بالأهالى فخشى فضح أمره فطعنه وفر هاربا. تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحيل للنيابة لمباشرة التحقيق، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.