نظم مركز طلعت حرب الثقافي التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، محاضرة بعنوان "حرية الرأي والإبداع في الدستور" ألقاها الكاتب يوسف القعيد، والذي ألقى الضوء على مواد الدستور وما تتضمنه من حريات للتعبير والرأي والإبداع لتوعية المواطنين بدستورهم وحثهم على المشاركة في الاستفتاء. واستهل القعيد بقوله: "الموضوع ليس استفتاء على دستور وفقط، إنه استفتاء على 30 يونيو وخارطة الطريق، وإذا كنا نريد الخروج مما نحن فيه الآن فعلينا التصويت على الدستور بنعم، وذلك رغم تحفظاتي على بعض المواد في هذا الدستور". وأضاف القعيد: "لقد قرأت الدستور ورأيت فيه قدرا كبيرا من العدالة الاجتماعية و70% من مواده تبدأ ب(تلتزم الدولة، يجب على الدولة، تقوم الدولة)، وإنه بذلك يعطي حقوقاً للمواطن وعلى الدولة أن تتكفل بأدائها، وقد نص هذا الدستور على مواد مستجدة لم تعرفها الدساتير السابقة منها حق المتهم في الصمت عند التحقيق معه". وعن حرية الرأي والإبداع أشار القعيد إلى باب المقومات الثقافية الذي يتكون من 4 مواد منها مادة تؤصل لمسئولية الدولة عن تثقيف الناس باختلاف الطبقات والأعمار والمناطق الجغرافية، ومادة أخرى عن تمكين المبدعين من مزاولة نشاطهم الإبداعي وأن هذا واجب على الدولة، ومادة ثالثة تجرم التفريط في آثار الدولة وتجارتها أو استبدالها. وذكر القعيد أن هذا الدستور تحدث بمنتهى الصرامة والوضوح عن الحدود المصرية وأن كل حبة رمل هي مسئولية الدولة والمواطنين أيضا، وهذا بخلاف ما عرف عن النظام الإخواني وميله إلى التفريط في بعض الأراضي المصرية مثل حلايب وشلاتين. كما أشار إلى أن هذا الدستور ولأول مرة في التاريخ المصري الحديث نص على أن الرياضة حق من حقوق المواطنين، وقال القعيد "وهذه مادة مهمه نأمل أن تفعلها الدولة عبر إنشاء النوادي وأماكن ممارسة الرياضة وجعلها بأسعار مخفضة في متناول الجميع". وقال القعيد: "إن أي دستور في العالم هو لا شيء إذا لم تفصله قوانين ملزمة تفعلها الدولة وتطبق على الناس باختلاف مستوياتهم". وأعرب القعيد عن قلقه من الأمية الموجودة في مصر وأنه كان يجب على الدولة تخصيص قناة تلفزيونية لشرح الدستور للمواطنين وبالأخص حملة الأختام والأميين الذين يمكن تزوير إرادتهم، كما كان يجب أيضاً أن تكون جميع مناقشات لجنة الخمسين مذاعة على الهواء فلم يكن هناك أي معنى لانعقاد جلسة سرية لمناقشة الدستور، وأضاف:" طالما بقي هناك فقر وأمية فسوف نرى من يبيع صوته مقابل زجاجة زيت، إن الفقر والأمية كارثتان ولا يجب النظر إليهما باعتبارهما شيء عادي فمحنة الشعوب تبدأ من النظر إلى الأمور غير العادية على أنها عادية كما قال الكاتب المسرحي بريخت. وأشار القعيد أيضاً إلى إحدى ميزات الدستور وهي أنه قابل للتعديل ونصوصه غير مقدسة ويمكن تغييرها حسب الحاجه، ثم ختم كلمته بقوله " لم آت هنا لأقول لكم صوتوا بنعم أو بلا، ولكني أرى أن مصلحة الوطن هي في التصويت بنعم ومصلحة الوطن فوق مصلحة الأفراد ومصر تمر بظروف عصيبة، لذلك يجب القبول بهذا الدستور حتى تطبق خارطة الطريق وتخرج مصر من أزمتها. ورداً على سؤال لبعض الحاضرين عن الدستور والحياة المعيشية وهل سيصلح الأوضاع الاقتصادية للناس، قال القعيد: إن الدستور فقط يضع المبادئ العامة حول علاقة مؤسسات الدولة ببعضها وحقوق المواطن على الدولة والتزاماته نحوها، أما اصلاح الأحوال المعيشية فهي مسئولية القوانين التي توضع على هدي من الدستور. وفي الختام شدد القعيد على أنه لا يلزم أحداً باختيار معين في الاستفتاء، وأنه يجب على كل مواطن أن يدلي برأيه بغير املاء وبدافع من قناعاته الشخصية لأنه موقف يحاسبنا عليه التاريخ.