تنطلق غدًا الخميس في معهد الشارقة للتراث، الورشة الإقليمية لمراجعة "مكنز الفولكلور العربي - واصفات الخليج العربي"، والتي تستمر إلى الثاني من أكتوبر المُقبل، بحضور عدد من الخبراء والباحثين في مجال التراث الثقافي غير المادي في دول مجلس التعاون الخليجي. وقال رئيس معهد الشارقة الدكتور عبدالعزيز المسلم، في بيان اليوم، إن التصدي لتوثيق الذاكرة الشعبية وحفظها، يشكلان دعوة إلى مشروع متكامل" يحتاج إلى جهد جماعي علمي، ويحتاج إلى إرادة لإنجازه"، مشيرًا إلى أن "المنطقة العربية شهدت خلال نصف القرن الماضي محاولات مضنية توقف معظمها بقصد وبغير قصد، وهي قضية أخرى تحتاج للمناقشة". وأضاف المسلم أنه منذ عام 2005 عُقد الكثير من المؤتمرات واللقاءات العربية على مستوى وزارات الثقافة العرب والأليكسو؛ إضافة إلى ورش العمل الوطنية والإقليمية من أجل إعداد نظام موحد لأرشفة وحفظ الفولكلور يجمع مختلف عناصر الثقافة الشعبية العربية "غير أن المحاولات لم تكتمل على النحو المرجو، وظلت فكرة مكنز الفولكلور العربي متناثرة في دول عربية عدة، اكتفت بعضها بمحاولات إعداد مكانز وطنية". وأكد رئيس المعهد أن "عناصر من الثقافة الشعبية لا تزال تعيش بيننا على رغم مرور السنين، وقد نقف على عناصر أخرى كانت حية بين الجماعة الشعبية في زمن ما، غير أنها اختفت من الذاكرة تمامًا، وقد نقف على عناصر تطورت وتحوّرت وتبدلت وظائفها وعاشت بيننا في ثوب جديد". وأوضح المدير الأكاديمي لمعهد الشارقة الدكتور محمد حسن عبدالحافظ أن الورشة تحمل ملامح أمل جديد في إطار تبني معهد الشارقة للتراث لتنفيذ حزمة من المشروعات الكبيرة، ومنها مكنز الفولكلور العربي الذي عكف على إنجازه أستاذ أرشفة الفولكلور وتقنيات الحفظ في المعهد العالي للفنون الشعبية في أكاديمية الفنون الدكتور مصطفى جاد - الذي سبق أن أنجز مكنز الفولكلور المصري عام 2007 - ثم نهض بإنجاز المكنز العربي منذ هذا التاريخ حتى تم الانتهاء من إعداده خلال هذا العام. وتشرع الإدارة الأكاديمية في معهد الشارقة للتراث في الإشراف على الورشات الإقليمية لمراجعة المكنز، وتنفيذ نتائجها العلمية، وإعداد المكنز للترجمة والنشر في صورته الورقية والرقمية بحلول عام 2019، بالتعاون مع مركز التراث العربي في المعهد والذي يضطلع بتنفيذ مشروع ضخم لجمع وتوثيق عناصر الثقافة الشعبية العربية الميدانية والمنشورة لإدراجها في قاعدة بيانات المكنز العربي للفولكلور. تضم الورشة الخبراء الممثلين لدول الخليج العربية ومنهم علي عبدالله خليفة وإبراهيم سند وأنيسة السعدون من البحرين، وسعيد البوسعيدي وسالم المهيري من سلطنة عمان، ومحمد البيالي وخالد العمر من السعودية، ووليد السيف وسعود المسعود من الكويت، إضافة إلى خبراء من العراق واليمن، إضافة إلى خبراء الإمارات ومنهم راشد المزروعي، وموزة غباش، وسعيد الحداد، وفاطمة المغني، وبدرية الشامسي، وشيخة الجابري، وجمال الشحي، وعلي المغني. أما "مكنز الفولكلور العربي" فيحوي ما يقرب من 25 ألف واصفة - مصطلح- عربية مصنفة تصنيفًا موضوعيًّا وفق التصنيف الدولي للتراث الثقافي غير المادي الذي اعتمدته اليونسكو، مع بعض الإضافات المسايرة للثقافة الشعبية العربية؛ وينقسم إلى ستة أقسام رئيسة هي "الموضوعات العامة، المعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد الشعبية، الأدب الشعبي، فنون الأداء الشعبي، فنون التشكيل الشعبي والحرف"؛ ويُصنَّف جغرافيًّا بخمسة أقاليم ثقافية هي "دول الخليج العربية، بلاد الشام، حوض النيل، شرق أفريقيا، الدول المغاربية".