تستضيف العاصمة الكونغولية برازافيل، القمة الأفريقية المصغرة عن ليبيا، غدا السبت بمشاركة الدول الأعضاء الخمس في اللجنة الأفريقية المعنية بليبيا وهي: الكونغو، والنيجر، وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا، وموريتانيا، بالإضافة إلى دول الجوار الليبي مصر، وتونس، والجزائر، والسودان، والنيجر، وتشاد. وتشهد القمة حضور ممثلين عن كل أطراف الأزمة الليبية، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الذي وصل اليوم الجمعة إلى "برازافيل"، وممثل عن الجامعة العربية، وكذلك مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا الرئيس التنزاني السابق جاكايا كيكوتي. واعتذر القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، عن المشاركة في القمة، بحسب ما ذكره مدير مكتب إعلام القيادة العامة، خليفة العبيدي لوكالة الأنباء الليبية، أمس الأول، فيما وصل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والوفد المرافق له، للعاصمة الكونغولية، وعقد أمس الخميس، عدة لقاءات مع رئيسي الجمهورية، والبرلمان، ووزير الخارجية. وأوضح "صالح" خلال تلك اللقاءات، أن المجلس شكل لجنة للحوار من أجل تعديل الاتفاق السياسي مع الأطراف الليبية الأخرى وفق الثوابت التي أقرها، وهي تعديل المجلس الرئاسي ليتكون من رئيس ونائبين وإلغاء المادة الثامنة المتعلقة بالمراكز العسكرية والأمنية، وأن يكلف المجلس الرئاسي الجديد رئيسًا للحكومة من غير أعضائه ليشكل الوزارات تعرض على مجلس النواب لنيل الثقة وحلف اليمين الدستورية وتضمين كل ذلك في الإعلان الدستوري ليكون دستوريًا وقانونيًا وفق المتعارف عليه في كل دول العالم. كما وصل رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي، والوفد المرافق له، اليوم إلى العاصمة الكونغولية، وأكد مكتبه الإعلامي، أن المشاركة تأتي انطلاقًا من حرص المجلس على القبول بأي مبادرات أو مساعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين وحل الأزمة الراهنة. وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم أن السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، سيترأس وفد مصر في الاجتماع، وبمشاركة السفير المصري لدى ليبيا محمد أبو بكر. كما يترأس وزير الشئون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، وفد بلاده، بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، بحسب ما أعلنته الوزارة في بيان رسمي الخميس، إضافة لمشاركة نائب الرئيس السوداني، حسبو محمد عبدالرحمن ممثلا لبلاده. من جهته، قال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، "المؤكد أننا نرحب بكل المساعي للمساهمة في حل أزمتنا، ولكن كثرة المبادرات أربكت المشهد، وخلطت الأوراق، نريد أن نسير في خط واحد". وأشار "المسماري" ل"بوابة العرب"، إلى أنه التقى المبعوث الكونغولي إلى القيادة العامة، وأصر على حضورنا للقمة، ولكن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش اعتذر عن الحضور أمس الأول، موضحًا أن المبعوث الكونغولي لخص القضية الليبية في أشخاص بدعوته لسادة فائز السراج وعبدالرحمن السويحلي من طرابلس، إضافة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام المشير خليفة حفتر، وتجاهل الخصوصية الاجتماعية للمجتمع الليبي. ورحب بالمبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية، منوها بأنها راعت الجانب الاجتماعي، وعقد الجانب المصري لقاءات مع الأعيان والقبائل، وهو ما أغفلته مبادرات أخرى، إضافة إلى أنها تحافظ على القوات المسلحة الليبية. وشدد "المسماري" على أهمية دور القبائل في حل الأزمة الراهنة حال توافقها معا، مضيفا: "الإخوان المسلمين لا يريدون أن يكون للقبيلة دور، وأول شعار لهم في 17 فبراير لا للقبلية". فيما قال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عبد لله بليحق ل"بوابة العرب" إن المجلس ليس لديه أي شروط مسبقة للجلوس على طاولة الحوار، سوى الالتزام بالإعلان الدستوري، لحين صدور الدستور الليبي، مضيفا: "نرحب بكل الجهود الجادة المبذولة من دول الجوار، والاتحاد الأفريقي، لإنهاء حالة التشرذم والانقسام الحالية، ونتمنى أن تكلل بالنجاح". وأعرب إبراهيم بلقاسم مدير المركز الليبي للإعلام وحرية التعبير، عن تفاؤله بالقمة قائلا: "قادرة على اتخاذ خطوة جديدة لدعم جهود بعثة الأمم المتحددة نحو الاستقرار، في ظل وجود كل أطراف الأزمة، مما سيقرب وجهات النظر، وسيكون لها دور إيجابي، خاصة في ظل استقلال المنظومة الأفريقية وعدم تدخل أي من أعضائها بشكل سافر في الأزمة الراهنة".