عبد اللطيف يطارد حلمه بسيارة «ربع نقل»: نفسي في ترخيص بالأفكار البسيطة يمكن للأحلام أن تتحقق.. هذا ما آمن به مصطفى عبد اللطيف، الشاب الثلاثيني، الذي ذاق طعم الغربة في أكثر من بلد عربي، قبل أن يعود ليعيش وسط أسرته المكونة من زوجته وأبنائه الأربعة، وفي رأسه مشروع ذو نكهة إيطالية.. Mobile Cafe. في البداية فكر عبد اللطيف أن يقيم المشروع في منطقة سكنه، بأحد الأحياء الفقيرة في حلوان، لكنه قوبل بالسخرية: «سكان منطقتي كانوا مش بيقدروني، وبعضهم كانوا عايزين مني إتاوة، عشان يسمحولي أقف في الميدان، وكنت بكره تريقتهم واستخفافهم بمجهودي وهما بيقولولي معندكش سندوتشات؟!». لم يسمح عبد اللطيف لمن سخروا منه بأن ينالوا من حلمه، الذي غادر من أجله إيطاليا، بعد جولة على تونس وليبيا وبعض البلدان العربية، فاتجه إلى حي المعادي، حيث وجد ترحيبًا من الزبائن، الذين أقبلوا على العربة يطلبون منها المشاريب، مفضلين إياها على الكافيهات الأخرى: «استقريت في المعادي لأن بقى ليا زبوني اللي بيتصل بيا لو غبت، وده مزعل أصحاب الكافيهات مني لأني ببيع بأسعار القهاوي البلدي، واللي مبتتعداش 3 جنيهات للشاي و7 جنيهات للاسبرسو». يُعد عبد اللطيف العُدة ليبدأ يومه من السابعة والنصف صباحًا وحتى الثانية فجرًا، ويعاونه شقيقه «علي» الذي كان رفيقه في سفريات خارجية، وشريكًا له في الفكرة التي رأياها منتشرة في بلدان أوروبا، وبدآ معًا تنفيذها بشكل تجريبي في مناطق مثل الساحل ومدينة 6 أكتوبر. يتبادر إلى الذهن بالطبع تساؤل عن مدى رضا مسئولى الحي عن المشروع، وما إذا كانوا يتعاملون معه باعتباره «إشغال طريق»، ويبدو أن عبد اللطيف حتى الآن يعتمد على سمعته الطيبة فقط: «فكرتنا عجبت مسئولي الحي، خصوصًا أن العربية نضيفة جدًا ومش بنرمي زبالة حوالينا، وكمان الأسعار بتاعتنا منخفضة، بس لحد دلوقتي باضطر أنزل أبواب العربية لما مسئول كبير يعدي، من باب الاحترام، لكن أنا عايز أعمل ترخيصا للمشروع».