عن عظمة الأجداد، حدث ولا حرج، كل الأفق متسعة أمامك، لتقص وتحكي سيرة حضارتنا العظيمة وتاريخنا المجيد، فمنذ أن تطأ قدماك المتحف المصرى الكبير، عليك أن تقف احترامًا وإجلالًا لمشروع عملاق يليق بعظمة مصر، وعليك أن تفتخر أكثر وأنت ترى أكبر معمل ترميم للآثار المصرية على مستوى العالم أقيم خصيصًا داخل المتحف الكبير لترميم الآثار المصرية، وبالأخص آثار الملك توت عنخ آمون، المقرر عرضها فى الافتتاح الجزئى للمتحف العام المقبل. كان المجال متسعًا وكل الطرق ممهدة أمام كاميرا «البوابة»، لتتجول فى أركان المعمل، لترصد الدقة التى يسير بها العمل، لرفع كفاءة وصيانة القطع الفنية النادرة التى تعود لآلاف السنين. اصطحبتنا فى الجولة سارة حسن أحد مسئولى الإعلام بالمتحف المصري، والتى أوضحت أن المتحف يحوى 17 معملًا، منها 7 معامل رئيسية متخصصة، إضافة إلى معامل الفحوص والتحاليل، ومنطقتى عزل وتعقيم، إضافة إلى 6 مخازن هى كل مكونات مركز ترميم وصيانة الآثار بالمتحف المصرى الكبير الذى يُعد صرحًا شامخًا ومشروعًا قوميًا هائلًا من أهم مشاريع مصر فى القرن الحالي. وأكدت سارة حسن أن مركز ترميم المتحف الكبير من أكبر مراكز الترميم والصيانة على مستوى العالم، وينقسم إلى عدة معامل، منها معمل الأخشاب الذى يتعامل مع القطع الأثرية المصنوعة من الخشب كمادة عضوية، لافتة إلى أنه نظرًا لكثرة الآثار المصنوعة من الأخشاب، تم تخصيص معمل كامل لصيانتها وترميمها. وأفادت مسئولةُ الإعلام بالمتحف أن معمل الترميم يتعامل مع عدد كبير من القطع الأثرية، على رأسها مجموعة آثار الملك توت عنخ آمون، وكان آخر ما وصل منها السرير والعجلة الحربية، حيث نقلت من المتحف المصرى بالتحرير. وشددت سارة حسن على أن الأثر خلال عمليات ترميم بالمتحف لا يتعرض لأى عمليات تغيير فى حالته، وإنما يجرى رفع كفاءته مع الاحتفاظ بالشكل والألوان الطبيعية لكل قطعة. وكشفت مسئولة الإعلام أن جميع الخبراء الذين يقومون بأعمال الترميم مصريون ومن خريجى كليات الآثار قسم الترميم، وجميعهم تدربوا من خلال وكالة اليابان للتعاون الدولى «الجايكا»، مشيرة إلى أن المركز يستقبل شباب الخريجين من كليات الآثار لتدريبهم على عمليات الترميم بالمركز.