أكد اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب أن الإرهاب هو التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع الدولي، حيث لم تعد هناك دولة بمنأى عنه بما خلق ظواهر سلبية خطيرة من بينها الإسلاموفوبيا، مشددا على أن الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب توفر الأساس القانوني لتعاون عربي فعال لمكافحة الإرهاب على كل الأصعدة. وقال الجمال، في كلمة أمام اجتماع البرلمان العربي اليوم: "يعيش العالم، اليوم -ومنذ سنوات ليست بالقليلة- موجة طاحنة من الإرهاب لم يشهدها على مر العصور، وحتى في ظل الحروب العالمية والإقليمية الكبرى التي حصدت ملايين الأرواح خلال القرن الماضي يظل الإرهاب هو الأكثر خطورة والتحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع الدولي بأسره لأنه ينال من كيانات الدول ذاتها ويقوض أسس الدول الوطنية ومؤسساتها الشرعية ويهدد كل مخططات التنمية ومقدرات الشعوب ويضرب في مقتل كل عناصر الحداثة والتقدم ويريد صانعوه ومنفذوه العودة بالعالم إلى العصور المظلمة". وأضاف الجمال "كان لأمتنا العربية النصيب الأوفر من ظهور وانتشار المنظمات والكيانات الإرهابية وكذلك الحجم الأكبر من الخسائر البشرية والمادية والاجتماعية، واستغلال الستار الديني والإثني والعرقي والمذهبي لارتكاب فظائع وأهوال في حق الإنسانية كلها.. ويكفي أن ننظر حولنا إلى سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها". وتابع الجمال "إذا كان الاحتلال الإسرائيلي للوطن الفلسطيني والممتد لأكثر من سبعة عقود بكل ممارساته الوحشية وتميزه العنصري واغتصاب الأرض وحقوق الشعب الفلسطيني قد بذر بذرة العنف في الوطن العربي، فلا شك أن عام 2011 وما شهده فيما سمي بثورات الربيع العربي وما واكبها من فوضى وانهيار في مؤسسات عدد من الدول العربية قد خلق البيئة والمناخ الملائم لإنتشار الإرهاب وتنظيماته وأيدلوجياته الهدامة في سائر ربوع هذا الوطن". وأشار الجمال إلى أن الإرهاب طال دول العالم جميعا، حيث لم تعد هناك دولة بمنأى عنه بما خلق ظواهر سلبية خطيرة لعل أبرزها الإسلاموفوبيا أو العداء للإسلام والمسلمين. وقال الجمال "لعل العالم كله كان يعرف طوال الوقت أن الإرهاب جريمة منظمة وعبر وطنية تتعدد أطرافها بين الدول ولم يكن ليقوى ويستشري بهذا الشكل دون دعم وتسليح وتدريب وتمويل من دول أو منظمات لتنفيذ أجندات مشبوهة.. وهذا ما تم التأكيد عليه بكل جرأة ووضوح في مؤتمر الرياض في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بأن الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح، وإنما من يمول ويدرب ويسلح ويأوي بل ويعالج المصابين منهم ويقدم كل المساندة السياسية والإعلامية لهم". ولفت الجمال إلى ضرورة التوقف طويلا أمام ما نص عليه ميثاق الشرف الإعلامى العربي الموقع في تونس عام 2014 والذي أكدته ونصت عليه وثيقة البرلمان العربي في اجتماعهم مع رؤساء البرلمانات العربية والتي قدمت للملوك والرؤساء العرب في قمة عمان بضرورة أن تمتثل كل وسائل الإعلام العربية لما نص عليه الميثاق لاسيما في مادتيه العاشرة والحادية عشرة اللتان نصتا صراحة على تعميق روح التسامح والتآخي ونبذ كل دعاوى التحيز والتمييز والتعصب والتحريض على العنف والإرهاب أو إضفاء البطولة على الجرائم ومرتكبيها أو منحهم فرصة لاستخدام وسائل الإعلام للترويج لجرائمهم، وهو الأمر الذي لم تلتزم به بعض وسائل الإعلام المعروفة والمشبوهة بل قامت سياساتها الإعلامية على عكسه تماما. ونوه الجمال إلى أن الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب توفر الأساس القانوني لتعاون عربي فعال لمكافحة الإرهاب على كل الأصعدة، وأنها تقدم أحكاما متفقا عليها في شأن الجريمة الإرهابية وأسس التعاون العربي لمكافحة التطرف والإرهاب في المجالين الأمني والقضائي. وقال الجمال "كما أن الإرهاب أصبح شاملًا في العديد من دول العالم ويهدد الفكر والعقيدة والاقتصاد والحياة الاجتماعية للشعوب، فإن الحرب عليه يجب أن تكون شاملة وليس فقط الجوانب العسكرية والامنية بل تمتد لتشمل تجديد الخطاب الديني وتطوير التعليم والثقافة ونشر الفكر الوسطي المعتدل وتطوير وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى المختلفة وتنظيم دور الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية ومراكز الشباب والمسجد والكنيسة وغيرها من الوسائل والاسباب التى تدعو إلى التفكير فى تعديل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب". وأكد الجمال ضرورة تعزيز التعاون فى مكافحة الإرهاب من خلال هذه الاتفاقية وتقرير آليات التعاون الدولى والعربى فى هذا الشأن لنرى ضرورة التعجيل بمراجعة هذه الاتفاقية من خلال مجلسى وزراء العدل والداخلية العرب بما يتناسب مع التطورات على الساحة العربية.