يصل اليوم إلى إسرائيل وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" ليبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" اقتراح حول الترتيبات الأمنية في الضفة الغربية لما بعد إقامة دولة فلسطين. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر شاركت في إعداد الاقتراح حول تلك الترتيبات الأمنية، أن الجنرال المتقاعد "جون آلين" هو من بلور الصيغة الأمنية للاقتراح. وكشف الكاتب "باراك رابيد" بجريدة "هآرتس" أن نتنياهو سيركز خلال لقائه مع كيري على مسألة النووي الإيراني، وسيبدي استعدادا لبدء مفاوضات تتناول "التسوية الدائمة مع الفلسطينيين" بين إسرائيل والقوى العظمى، في حين تأتي زيارة كيري ل"أورشليم"، ورام الله لمناقشة المسيرة السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. ويلتقي المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون مرتين أسبوعياً، بمشاركة المبعوث الأمريكي "مارتين أنديك"، ومع ذلك، لم تحقق المفاوضات أي تقدم، حيث يعمل الطرفان خلال لقاءاتهما على تراشق الاتهامات، حيث يتهم الجانب الفلسطيني الإسرائيليين باستمرار البناء في المستوطنات، في حين يتهم الجانب الإسرائيلي الفلسطينيين بالتحريض على إسرائيل. وقال "رابيد" إن كيري الذي سيلتقي مساء اليوم، مع نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لساعات طويلة، سيعمل على إعادة الطرفين إلى المفاوضات الجدية والكف عن لعبة تراشق الاتهامات. وكان مسئولون كبار في الاتحاد الأوروبي قد حذروا أمس الأول، من أن فشل المحادثات الإسرائيلية – الفلسطينية، سيؤثر على استمرار المساعدة المالية التي تمنحها دول الاتحاد للسلطة الفلسطينية، والتي تقدر بنحو 300 مليون يورو في السنة. وسيشارك كل من وزيري الدفاع الإسرائيلي "موشيه بوغي يعالون"، ووزيرة العدل التي تدير المفاوضات "تسيبي ليفني" في لقاء كيري – نتنياهو، اليوم. يذكر أن الاقتراح المزمع مناقشته اليوم، جاء نتاج فهم وزير الخارجية الأمريكي منذ يوليو الماضي، وأثناء محادثاته مع نتنياهو، أن مسألة الأمن ستشكل حرجا بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وبدراسة الأمر في أروقة البحث الأمريكية، استنتج الأمريكيون أنه بدون إجراء تفاهمات حول الوضع الأمني، لن يوافق نتنياهو على التقدم في المفاوضات، حول مسائل أخرى كحدود الدولة الفلسطينية، هذا مع الوضع في الاعتبار تصلب نتنياهو في المسألة الأمنية على خلفية الاتفاق المرحلي مع إيران. والاقتراح الأمني الذي تتقدم به الولاياتالمتحدة يعد البادرة الأولى التي تقدم فيها الولاياتالمتحدة أفكارا خاصة بها، حول المسائل الجوهرية للتسوية الدائمة منذ استئناف محادثات السلام، وأوضح مصدر مطلع على تفاصيل الاقتراح، أن خطة آلين تتضمن استجابة تفصيلية لاحتياجات إسرائيل الأمنية والتي كانت قد عرضتها مسبقا، وسيعرض آلين مقابل كل طلب أمني إسرائيلي أفكارا أمريكية تربط بين الترتيبات الأمنية الإسرائيلية المادية في مناطق الضفة الغربية، مع اليوم التالي لإقامة دولة فلسطينية، هذا مع تقديم ضمانات أمنية أمريكية لإسرائيل، واقتراحات بمساعدات أمنية أمريكية مستقبلية للجيش الإسرائيلي. ويعمل الجنرال آلين، والذي عين في مايو الماضي مستشارا خاصا لوزير الدفاع الأمريكي "تشاك هاغل"، ووزير الخارجية جون كيري، كمبعوث عن الإدارة الأمريكية، في مسألة الترتيبات الأمنية الخاصة بالمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، ويستعين بفريق ضباط وخبراء أمن أمريكيين، على بلورة صيغة أمريكية للترتيبات الأمنية التي سترافق إقامة الدولة الفلسطينية. وحاول الاقتراح الأمريكي، بالتشاور مع الطرفين، تحقيق توازن بين احتياجات الأمن الإسرائيلية، والمطلب الفلسطيني بالسيادة المطلقة على أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وخلال الأشهر الماضية زار آلين المنطقة عدة مرات، وأجرى العديد من اللقاءات مع الطرف الإسرائيلي، كما التقى كذلك بمسئولين في السلطة الفلسطينية برام الله. أما من التقى بهم آلين، من المسئولين الإسرائيليين، فهم، وزير الدفاع يعالون، و"عاموس جلعاد" رئيس القسم السياسي الأمني في وزارة الدفاع، واللواء "نمرود شيفر"رئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان، والعميد "أساف كوريون" رئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي. وعرضت إسرائيل خلال محادثاتها مع آلين احتياجاتها الأمنية الخاصة بالتسوية الدائمة المستقبلية مع الفلسطينيين، حيث شددت على الحاجة إلى وجود قوات عسكرية على طول نهر الأردن، لفترة زمنية طويلة غير محددة، والحاجة إلى تواجد إسرائيلي في معابر الحدود على نهر الأردن، هذا بالإضافة إلى استمرار السيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي للضفة الغربية، ووجود محطات إنذار مبكر في عدة نقاط استراتيجية في الضفة، وكذلك العديد من المطالب الأمنية الأخرى.