في ثالث لقاء خلال يومين التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري صباح اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وذلك بعد تأكيده أمس على تمسك الولاياتالمتحدة المطلق بأمن إسرائيل. كانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت أن كيري الذي يقوم بجولته الثامنة إلى الشرق الأوسط منذ مارس الماضي، التقى أولاً وزير المالية الإسرائيلي يائير لابيد قبل عقد لقائه الثالث مع نتانياهو، وهو اللقاء الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة في فندق كبير في القدسالغربية حسب صحفي من وكالة فرانس برس إن. كان كيري قد التقى أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية لأكثر من ست ساعات، وأكد في اللقاء أن أمن إسرائيل يحتل "أولوية" لدى الأمريكيين، سواء في المفاوضات حول النووي الايراني أو في عملية السلام الشاقة مع الفلسطينيين. وحول هذا الملف الأخير التقى كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس لأكثر من ثلاث ساعات في رام الله، وقال إنهما "ناقشا بالتفصيل القضايا الأمنية في المنطقة وأمن دولة إسرائيل وأمن فلسطين المستقبلية". وعرضت الدبلوماسية الأمريكية على محادثيها الإسرائيليين والفلسطينيين "أفكارها" في مجال الأمن، وخصوصًا في الضفة الغربية في حال أنشئت دولة فلسطينية، وهي الأفكار التي وصفها مسؤول فلسطيني بأنها "أفكار سيئة جدًا لا يمكننا القبول بها". وتطالب إسرائيل في المفاوضات بأن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة منزوعة السلاح، وأن تتمكن الدولة العبرية من إبقاء وجود عسكري فيها طويل الأمد على الحدود مع الأردن، بينما يصر الفلسطينيون على إنهاء احتلال أرضهم، ويقبلون بانتشار قوة دولية على الحدود، وهو الخيار الذي ترفضه إسرائيل. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم عن مصدر دبلوماسي مشارك في المفاوضات حول الأمن، أن اقتراح الوساطة الأمريكية "اقترب إلى حد كبير من الطلبات الإسرائيلية". وقالت الصحيفة أن "الأمريكيين قبلوا بموقف إسرائيل من وجود طويل الأمد في غور الأردن، خلافًا لما كان عليه الأمر من قبل، وكذلك بضرورة وجود عسكري إسرائيلي". كانت محادثات السلام التي استؤنفت في نهاية يوليو برعاية أمريكية، قد شهدت خلافات حول مسألة الاستيطان في الضفة الغربية، ورغم ذلك فقد كرر أمس الوزير الأمريكي، الذي نجح في إعادة إطلاق المفاوضات بعد توقف استمر ثلاث سنوات، الإشارة إلى تحقيق "بعض التقدم" في المحادثات، بينما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تمر في وضع "معقد وصعب جدًا".