قال وليد فارس المفكر السياسي والمستشار السابق لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن ثورة 30 يونيو، كانت أعظم تظاهرة عرفها التاريخ الإنساني عندما خرج 33 مليون مصري يطالبون بالتغيير بطريقة سلمية وهو ما أسهم في تغيير توجهات الرأي العام الأمريكي والقوى السياسية والبرلمانية المختلفة لتدرك أن الأغلبية الصامتة في مصر تحركت وأنه لا ينبغي التردد في دعم مطالبها على الرغم من التأييد الواضح من جانب إدارة أوباما في ذلك الوقت لجماعة الإخوان. وأكد فارس في لقاء مع الوفد الإعلامي المشارك في تغطية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن أن مصر تحقق نجاحات مستمرة في الانتقال للتخلص من التطرف إلى تحقيق إنجازات مهمة على سبيل الاستقرار السياسي والأمني وصولا إلى تحقيق النهوض الاقتصادي وأن الإدارة الأمريكية ترى في مصر شريكا استراتيجيا وبخاصة في المجال السياسي والاقتصادي فمصر لديها مؤسسات فريدة للمجتمع المدني وصاحبة تاريخ طويل في الاعتدال ومكافحة التطرف والمجتمع الأمريكي يحتاج إلى التعلم من تلك الخبرة الثرية إضافة إلى أن مصر تمثل شريكا اقتصاديا مهما لواشنطن بحكم ما تتمتع به من قدرات اقتصادية وسكانية كبيرة. وقال إن الإدارة الأمريكية لديها تصور جديد للتعاون مع مصر يتجاوز أسلوب المصلحة والمعونة التي كانت تتبعه الإدارات الأمريكية سابقا، لافتًا إلى أن الرؤية الجديدة تتضمن اعتبار مصر شريكا حقيقيا في التخطيط الاستراتيجي للمنطقة وأن هذا التنسيق يمكن أن يسهم في حل الكثير من الملفات العربية المعقدة كالقضية الفلسطينية من خلال استمالة الولاياتالمتحدة إلى محور الاعتدال العربي الذي تقوده مصر مع عواصم عربية أخرى وبالتالي يمكن تحسين أجواء العمل العربي والأمريكي المشترك. وأشار فارس إلى أن لعلاقات المصرية الأمريكية في المرحلة المقبلة سترتكز على أساس شعبي وألا تقتصر فقط على العلاقات الرسمية، مؤكدا على أهمية دور البرلمان والأحزاب والجامعات ومراكز الفكر في مصر في تحقيق اختراق حقيقي للرأي العام الأمريكي، الذي يمكن أن يعزز توجهات الإدارة في دعم مصر. وأضاف المستشار السابق لحملة الرئيس ترامب والمستشار الحالي للعديد من قيادات الكونجرس أن هناك اتفاق بين القوى السياسية الأمريكية على أهمية دعم مصر في معركتها ضد الإرهاب وعلى الأخص في سيناء لما تتمتع به هذه المنطقة من أهمية في التجارة العالمية وضمان السلام في المنطقة وأن التعاون في مكافحة الإرهاب يمكن أن يكون منطلقا لمصر لتعزيز تعاونها مع القوى العالمية كالولاياتالمتحدة وحلف الناتو فالجميع يدرك أهمية مصر وفعاليتها في المنطقة، وأنه لا يمكن رسم مستقبل للشرق الأوسط بعيدا عن مصر.