منذ أيام، بث المكتب الإعلامى لما يعرف بولاية سيناء إصدارًا جديدا بعنوان نور الشريعة أظهر فيه نشاط عدد من مقاتليه فى سيناء. وأظهر الإصدار اعتقال عدد من مقاتلى التنظيم، مجموعة من الصوفية فى سيناء لمنعهم من إقامة الحضرات وممارسة نشاطهم، كما أظهر عمليات تكسير جهاز التلفاز والأطباق الهوائية «الدش»، بالإضافة لحرق كميات من السجائر المهربة. وحاول التنظيم الإرهابى تسليط الضوء على العمليات الإرهابية فاستعان بعدد من المشاهد القديمة التى تظهر عمليات تفجير عبوات ناسفة ضد قوات الجيش والشرطة فى سيناء، حيث أصبحت هذه عادة التنظيم منذ أكثر من عام خاصة مع العمليات العسكرية التى تقوم بها قوات الجيش ضد معاقل الإرهاب فى سيناء. وخلال أغسطس الماضى، حاول التنظيم أيضا اكتساب زخم جديد بعد إعلان العقيد تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى مقتل قائده أبو دعاء الأنصارى و45 من مرافقيه فى غارة جوية على المنطقة التى كان يختبئى بها، فنشر إصدارًا مطولًا بعنوان لهيب الصحراء، محاولا بذلك التذكير بالإصدار الشهير الذى بثته مؤسسة الحياة الإعلامية الناطقة بلسان تنظيم داعش فى سوريا بعنوان لهيب الحرب. وبلغت مدة الإصدار حوالى 30 دقيقة، اعتمد فيها على اللقطات الأرشيفية التى تكررت فى عدد من إصدارته السابقة دون أن يأتى بجديد وهو ما يدل على انهيار الآلة الإعلامية للتنظيم. أثر فقدان التنظيم لكوادره الإعلامية على آلته الدعائية خلال الفترة الماضية خاصة مع عدم نجاح التنظيم فى استقطاب أشخاص جدد للقيام بمثل هذه الأعمال، حيث اعترف داعش بفقدان كثير من رجاله فى سيناء من بينهم عبد الرحمن الغرابلى الطالب السابق بإعلام الأزهر الذى انضم للتنظيم خلال العام الماضى، والذى يكنيه التنظيم بأبو عمر المصرى ورفيقه الإعلامى المدعو صفوان الأنصارى. وظهر الغرابلى خلال إصدار لهيب الصحراء أثناء توجه مجموعة من مقاتلى التنظيم للقيام بعملية إرهابية فى سيناء. من جانبه أكد مرصد الفتاوى الشاذة والمتطرفة التابع لدار الإفتاء أنّ نحو 63٪ من المنتج الإعلامى ل«داعش» يتمثل فى الصور، فيما يأتى 20٪ فقط من رسائل الفيديو، مشيرًا إلى أن التركيز على المحتوى غير العسكرى كان له دلالة كبيرة فى مدى سيطرة «داعش» على هذه المنطقة أو تلك. وأرجع المرصد هذا التراجع إلى سببين رئيسيين، أولهما مقتل عناصر داعش الإعلامية، حيث قتل العديد من العناصر الإعلامية أو أصيبوا إصابات بالغة فى الغارات الجوية والعمليات العسكرية ضد التنظيم. وفى ذات السياق أكد موقع سايت الأمريكى المتخصص فى شئون الإرهاب أن التنظيم فقد قدرته على الانتشار الإعلامى بعكس ما كان فى بدايته، مشيرا إلى أن الحروب ضد التنظيم انعكست على أدائه الإعلامى ونجحت فى قص أجنحته الدعائية إلى حد كبير.