"في ظلام دامس"، عاش أبرز قادة تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، حياته الطويلة دون شيء يذكر، إلا عدد قليل من الإصدارات المرئية تم بثها في ظل قيادته للتنظيم، ولعل هذه الإصدارات كانت كالسيف التي تذبح صاحبها، فبعد ما يقرب من 48 ساعة من إذاعة فيديو بعنوان "لهيب الصحراء"، والذي أظهر قيام بعض عناصر التنظيم بتفجير عبوات ناسفة ضد قوات الجيش المصري والشرطة، بجانب تصفية عدد من مجندي الأمن المركزي بالقناصات، واستهداف مركبات الجيش بصواريخ حرارية متطورة مضادة للدروع، إضافة لتصفية 2 من قوات الشرطة. حتى أعلن العميد محمد سمير، المتحدث العسكري، مقتل أبودعاء الأنصاري زعيم تنظيم "بيت المقدس"، فرع داعش في سيناء، ومعه أكثر من 40 من أعضاء التنظيم. وكعادة التنظيمات الإرهابية تحاول وضع الغموض حول قادتها وعناصرها، حتى لا تتمكن الأجهزة الأمنية من الحصول على معلومات من شأنها وضعهم داخل القبضة الأمنية، وفي رحلة بحث طويلة لم يتوفر لنا الكثير من المعلومات عن "الأنصاري"، الأمر الذي يؤكد حقيقة أنه من العناصر الجديدة غير المعروفة إعلاميًا، والذين تم تصعيدهم بعد تصفيه عناصر التنظيم القديمة. إذا بدأنا في البحث عن المعلومات الأساسية عنه، فإننا أصبحنا أمام حائط صد لعدم تمكنا من الحصول على أبسط المعلومات وهى معرفة اسمه الحقيقي، فأبو دعاء الأنصاري أو المصري، اسم حركي له، حيث أنه ليس اسمه الحقيقى كما هو مُعلن، لكنه غير اسمه بعد انضمامه لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى. وحسب تقارير أمنية فإنه تولي "الأنصارى" زعامة تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى في سيناء، مع بداية العام الحالي بعد مقتل عدد كبير من قادة التنظيم، مما أجبرهم على تصعيد عدد كبير من الشباب دون الحصول على خبرة كافية، ورغم قلة الخبرة أصبح "الأنصاري" المسئول عن العمليات الإجرامية التي أعلنها التنظيم خلال الفترة الأخيرة. كما أشارت تقارير أمنية إلى أن "الأنصارى" والقيادات الجدد لتنظيم أنصار بيت المقدس، يتواجدون في سيناء منذ بِدء العمليات الإرهابية، وينتقلون بين الحين والآخر إلى ليبيا، لتنفيذ عمليات للتنظيم، بجانب العمليات الإرهابية في سيناء. ويعد الأنصارى أحد الوجوه القيادية الجديدة التي ترسم لعناصر التنظيم، طرق شن الهجمات، وتضع الأهداف الخاصة للتنظيم في سيناء. وبعد مقتله بدقائق معدودة، أعلنت شبكة فوكس نيوز، إن الاستخبارات الأمريكية أكدت تصفية أبو دعاء الأنصاري المرتبط بكارثة إسقاط الطائرة الروسية، في نهاية أكتوبر عام 2015 بشبه جزيرة سيناء نتيجة عمل إرهابي، حيث أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عنه. يذكر أن تنظيم أنصار بيت المقدس أعلن في منتصف نوفمبر 2014م، مبايعته لقائد تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي.