وافق مجلس الشيوخ الأمريكي، بأغلبية ساحقة، على انضمام جمهورية الجبل الأسود (مونتنيجرو)، وهي الدولة الموجودة بمنطقة البلقان، إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وذكرت مجلة (ديفينس نيوز) الأمريكية - في نبأ بثته على موقعها الإلكتروني اليوم /الأربعاء/ - أن 97 من أعضاء المجلس صوتوا بالموافقة على انضمام مونتنيجرو في مقابل رفض اثنين فقط هما السناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، راند بول، وعن ولاية يوتا، مايك لي. وأشار بول إلى أن إضافة مونتنيجرو قد تؤدي إلى تزايد التوتر مع موسكو وربما حتى تشعل حربا، نظرا لأنه بموجب مبدأ الناتو للدفاع الجماعي فإن أي هجوم على حليف واحد يعتبر هجوما على جميع الأعضاء في الحلف. ووفقا للمجلة، فإنه على الرغم من أن حجم جمهورية الجبل الأسود ليس بالكبير؛ إلا أن لها أهمية استراتيجية، حيث كانت البلاد حليفا سابقا لروسيا وتقف حاليا في منتصف نزاع بين الغرب وموسكو حول النفوذ في البلقان، كما أن عضويتها تقدم للناتو حدودا متاخمة بطول ساحل البحر الأدرياتيكي. وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد ضغط - في وقت سابق من الشهر الحالي - على مجلس الشيوخ من أجل التحرك سريعا لقبول عضوية مونتنيجرو، حيث كتب في خطاب إلى قادة المجلس يوم 7 مارس الجاري أنه من المطلوب إصدار موافقة المجلس قبيل القمة المقررة في مايو القادم التي ستضم رؤساء دول الناتو وحكوماتها. وقال تيلرسون إن الولاياتالمتحدة هي أحد آخر الأعضاء المتبقين في الناتو الذين لم يمنحوا مسعى مونتنيجرو موافقة برلمانية كاملة. وأوضح تيلرسون في الخطاب إلى زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، وزعيم الأقلية، السناتور الديمقراطي تشاك شومر، أنه "نظرا لأن مونتنيجرو لديها حدود مع خمس من دول البلقان بما في ذلك حليفا الناتو كرواتيا وألبانيا ، فإن عضويتها ستدعم تكاملا وإصلاحا ديمقراطيا وتجارة وأمنا واستقرارا أكبر لجميع جيرانها". ولفتت المجلة إلى أن مونتنيجرو ستصبح العضو التاسع والعشرين في التحالف، وأن الناتو دعا البلاد إلى بدء محادثات الانضمام في ديسمبر 2015 بعد ما يقرب من تسعة أعوام على انفصال البلد البالغ تعداد سكانه 620 ألف نسمة عن صربيا في استفتاء أجري عام 2006. ونوهت المجلة إلى أن روسيا تعارض بقوة توسع التحالف العسكري الغربي في منطقة تعتبرها جزءا من المجال الاستراتيجي لمصالحها، موضحة أنه في مسعى لدرء النفوذ الروسي بالمنطقة التي لا تزال الأوضاع ملتهبة بها، فإن الناتو يريد لمونتنيجرو الانضمام للتحالف. وبحسب تقرير صادر عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وتم إرفاقه مع قرار الموافقة، فإن أي هجوم ضد مونتنيجرو أو زعزعة استقرارها نتيجة تخريب من الخارج، من شأنه تهديد استقرار أوروبا وتعريض مصالح الأمن القومي الأمريكية للخطر.