اشتهر الشاعر بيرم التونسي بنقده للملك فؤاد الأول، حتى أنه هجاه بقصيدة فضح فيها علاقة الأميرة فايقة ابنته- من زوجته الأولى شويكار- بمحافظ القاهرة حينذاك حسين فخري، وكان فؤاد قد طلب من المحافظ أن يتزوجها فرفض، فعرض الأمر على أخيه محمود فخري باشا وأغراه بتعيينه في منصب مرموق فقبل، فكتب بيرم زجلاً على وزن أغنية شعبية كانت شائعة حينئذ مطلعها “,”مرمر زماني، يا زماني مرمر“,” بعنوان “,”القرع السلطاني“,” قال فيها: البنت ماشية من زمان تتمخطر .. والغفلة زارعة في الديوان قرع أخضر تشوف حبيبها في الجاكتة الكاكي .. والست خيل والقمشجي الملاكي تسمع قولتها... يا وراكي .. والعافية هبلة والجدع متشطر الوزة من قبل الفرح مدبوحة .. والعطفة من قبل النظام مفتوحة والديك بيدن والهانم مسطوحة .. تقرا الحوادث في جرايد أكتر وفي العصر الجمهوري انتشرت أشعار أحمد فواد نجم التي لحنها الشيخ إمام؛ لتكون أول حزب معارض لثورة يوليو 1952، وكان أكثرها قسوة “,”بقرة حاحا النطاحة“,” والتي مثلت سخرية مريرة تكشف عن قسوة هزيمة يونيو 1967، ولم ينج الرئيس السادات من هجاء نجم، والذي كتب عنه قصيدة “,”دكان شحاتة المعسل“,” والتي سخر فيها من طريقة السادات في الكلام ومن أبياتها: هنا شقلبان محطه إذاعة حلاوة زمان يسر الإذاعة وما يسركوش بهذي المناسبة وما بندعيكوش نقدم إليكم ولا تقرفوش شحاتة المعسل بدون الرتوش شبندر سماسرة بلاد العمار معمر جراسن للعب القمار وخارب مزارع وتاجر خضار وعقبال أملتك أمير الجيوش ما تقدرش تنكر تقول ماعرفوش ما تقدرش أيضًا تقول ماسمعوش ونال الرئيس المخلوع مبارك عددًا كبيرًا من القصائد الساخرة لعل أشهرها قصيدة حمامة السلام، التي انتشرت على صفحات “,”الفيس بوك“,” ولم يعرف أحدًا مؤلفها الحقيقي رغم أنها كانت تُنسب لنجم كثيرًا وتقول كلماتها: حمامة السلام حمامتك يا ريس يا ريس حمامة يا ريس كويس ومع تولي الإخوان المسلمين الحكم، كان للراقصة والممثلة سما المصري دورها في الهجاء والسخرية، فقدمت أغنيتين تسخر فيهما من الإخوان ورئيسهم. جاءت الأغنية الأولى بعنوان “,”بلطج“,” وسخرت فيها من مشروع النهضة؛ حيث جاء في كلماتها: حلق حوش حلق حوش.. مشروع هي هي طلع فنكوش وطلع شاطر وطلع مالهوش.. غير في المانجة أما أغنيتها الثانية والحديثة، استخدمت فيها سما أغنية شعبية شهيرة تقول كلماتها (أهو جالك أهو.. رايح بالك أهو) وسخرت فيها من تظبيط التأسيسية والتراجع عن قرارات بعد صدورها، والتفرقة الدينية فتقول: خلوا محمد غير جوزيف والدستور حطوه على الكيف احبس واقتل صحفيين كله كله باسم الدين ويبدو أن سما المصري.. لن تكون آخر نجوم الهجاء في مصر