تطلق دار الإفتاء غدا الأحد برنامجها التدريبي الرابع لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج، بهدف تدريب وإرشادهم وتأهيلهم على مهارات الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية التي يواجهها الزوجان، وهو البرنامج التدريبي الرابع ضمن سلسلة البرامج التي بدأتها الدار قبل عامين. فيما أعلنت وزارة الأوقاف أمس السبت في بيان لها، عن إطلاق الدورة التثقيفية الثانية لتأهيل المقبلين والمقبلات على الزواج بمقر مركز الثقافة الإسلامية التابع للوزارة الأوقاف بجوار مبنى الدفاع المدني ببين السرايات بمحافظة الجيزة، من أجل التوعية المستمرة للشبان والشابات المقبلين على الزواج حتى يتم تكوين أسر مجتمعية ذات ترابط ديني حتى لا تحدث المشكلات الأسرية التي تؤدي إلى الطلاق". وأكد الدكتور عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية والمشرف على البرنامج، أن "دار الإفتاء هى أحد الحصون الرئيسية في الحفاظ على الأسرة المصرية، وجاء هذا من كون الدار إحدى مؤسسات الدولة التي تقدم خدماتها على المستويين المصري والعالمي"، مضيفًا أن "أفضل الوسائل للتعامل وحل المشكلات المجتمعية هو نشر الوعي بصورة مكثفة دائمًا وعدم الوقوف عند فكرة إثبات الحالة، مشيرًا إلى أن الوعي من الصناعات الثقيلة التي تظهر ثمرتها في الأجيال القادمة". وأوضح مدير إدارة التدريب بدار الإفتاء أن "البرنامج أصبح يحظى بقبول شديد في المجتمع المصري والدليل على ذلك تفاعل كافة مكونات المجتمع معه، وهو ما يدل على أن كل من يقدم شيئًا لهذا الوطن يلقى الترحاب والتعاون"، مؤكدًا أن "الأمم المتحضرة هي التي تفكر في مشكلاته بشكل استراتيجي ولا تجعل حلول مشكلاتها عبارة عن "طفاية حريق"، ولكن تحولها إلى لبنات للتنمية وبناء الإنسان". واعتبر "الورداني" أن العمل على تقوية روابط الأسرة المصرية وترميم العلاقات الأسرية هو واجب الوقت، ولابد من حل هذه المشكلات والتخلص من آثارها السلبية وفي نفس الوقت بناء مجتمع قوي فعال"، موضحًا أن "هناك بعض النماذج التي نجحت في علاج المشكلات الأسرية مثل التجربة الماليزية التي سنت قانون فقلت به نسبة الطلاق، ولكننا نريد أن نغرس قيمًا أساسها الترابط وحسن العشرة". ويسعى البرنامج التدريبي إلى أن يصل المتدرب في نهاية البرنامج أن يكون قادرًا على إدراك الحقوق والواجبات الشرعية المشتركة بين الزوجين، وفهم طبيعة كل طرف من الناحية النفسية والاجتماعية، والإلمام بالمهارات والخبرات اللازمة للحياة الزوجية، وكيفية التعامل مع المشكلات المسببة لفشل الزواج. ويتناول البرنامج الأحكام الشرعية المتعلقة بالأسرة وكيفية اختيار الزوجين وآثار عقد الزواج وتنظيم الإنجاب، وكذلك موضوعات تتعلق بالإرشاد النفسي والاجتماعي لتهيئة الزوجين للحياة الزوجية وتدريبهم على حل المشكلات الزوجية والتعامل مع ضغوطها، فضلًا عن الإرشاد الطبي الذي سيقدم نصائح عامة للمقبلين على الزواج، وبيان الاضطرابات التي تحدث بعد الزواج، ونصائح متعلقة بالإنجاب وسبل تنظيمه. من جانبه، قال الشيخ سلامة عبدالرازق وكيل أوقاف الجيزة في تصريحات ل"البوابة" إن "وزارة الأوقاف بدأت دورات تأهيلية خاصة للمقبلين على الزواج وهي عبارة عن معلومات دينية يتم شرحها للشباب، بحيث يستطيع المقبلين على الزواج تكوين أسرة مجتمعية إسلامية أساسها النجاح والمقدرة على تحدى المشكلات الأسرية التي تحدث بين الحين والآخر، خاصة أن الشاب أو الشابة لا يكون لديهم القدر الكافي من الصبر على تحمل صعوبات الحياة ويكون الدين هو الحل الوحيد الذى يجعلهم يتغلبون على تلك المشكلات المختلفة". وأوضح "عبدالرازق" أن "وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أصدر توجيهاته منذ فترة من أجل تنظيم هذه الدورات التثقيفية التي تهدف إلى حماية الأسرة المصرية من التفكك الأسرى، خاصة أنه خلال الأعوام الماضية ظهر آلاف من حالات الطلاق التي ينتج عنها إلحاق الضرر بالأبناء الذين تم تركهم عرضة للأجرام والإرهاب، وخاصة أن هناك بعض المنتمين للجماعات الإرهابية، الأمر الذي تنظر له وزارة الأوقاف بعين الاعتبار حتى لا تحدث أزمة مجتمعية تؤدى بعد ذلك إلى كارثة كبيرة لا نستطيع مواجهتها".