يمثل المنتخب المصرى عقدة حقيقية للأسد الكاميرونى فى نهائيات كأس أمم إفريقيا حيث دائما وأبدا ما كان «كعبه» أعلى فى المباريات التى تجمع بينهما سواء فى الأدوار الأولى أو فى اللقاء النهائى وهو ما يعد فألا حسن الأكثر من 90 مليون مشجع للفراعنة قبل موقعة النهائى المرتقبة بينهما مساء غد الأحد. المنتخبان نجحا فى الوصول إلى اللقاء النهائى رغم أن كليهما لم يكن ضمن قائمة المرشحين للوصول إلى هذه المباراة قبل انطلاق هذه النسخة فى وجود أسماء بدت رنانة أكثر مثل السنغال والجزائر وغانا ولكن الخبرة لعبت دور البطولة فى عبور الفراعنة والأسود لجميع المطبات الصعبة والتخلص من جميع المنافسين حتى ولو لم يكن الأداء كما تتمناه الجماهير. هذه ليست المرة الأولى التى يلعب فيها الكبيران فى نهائى البطولة فقد سبق أن التقيا مرتين وفى كلتيهما كانت الغلبة للفرعون المصرى. ففى عام 1986 استضافت مصر البطولة وفازت بها على حساب الكاميرون فى المباراة النهائية بركلات الترجيح وسط 100 ألف مشجع فى استاد القاهرة. وبعد 22 سنة أعاد التاريخ نفسه من جديد والتقى الفريقان فى نهائى بطولة 2008 بغانا وهى البطولة التى شهدت أفضل أداء مصرى فى تاريخ مشاركتها ب«الكان» وفاز الفراعنة أيضا وقتها بهدف محمد أبو تريكة الشهير بعد «رقصة» زيدان وسونج التاريخية لتتأكد من جديد حقيقة أن الكاميرون بوابة مصر للصعود إلى منصة البطولة. المثير أن الكاميرون تأهل من قبل إلى المباراة النهائية 6 مرات فى تاريخه فاز فى 4 ولم يخسر إلا مباراتيه أمام مصر ليتحول الفراعنة إلى «عقدة» تاريخية للأسود فى هذه البطولة. ففى عام 1984 فاز الكاميرون على نيجيريا فى النهائى وتوج باللقب الأول، وفى 1988 تكررت المواجهة وفاز الأسود على النسور الخضراء ليتوج باللقب. الأكثر دهشة أن اللقب الثالث للكاميرون كان عن طريق نيجيريا أيضا فى 2000 بالبطولة التى أقيمت فى نيجيرياوغانا وفاز الكاميرون بالتخصص فى النهائى بركلات الترجيح. وفى 2002 جاء الدور على السنغال لتخسر أمام الكاميرون فى النهائى ويحصد الأسود اللقب الرابع فى تاريخهم. الأكيد أنه رغم هذه الحقيقة التاريخية إلا أن ذلك لا يعنى أن مصر ستفوز على الكاميرون دون بذل أقصى جهد خاصة فى ظل الصعوبات التى يواجهها منتخبنا فى الجابون نظرا للإصابات المتلاحقة التى ضربت الصفوف على مدار الأيام الماضية والتى تركت الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى بدون رأس حربة. وكان الكاميرون قد تأهل لنهائى هذه النسخة بعد الفوز على غانا بهدفين نظيفين أمس الأول الخميس، فى نصف النهائى بمباراة نجح خلالها الأسود من فرض سيطرتهم على الملعب والخروج بالنتيجة التى يريدونها أمام منتخب كان مرشحا فوق العادة قبل بداية البطولة للصعود على منصة التتويج فى العاصمة الجابونية ليبرفيل.