قالت دينا مندور، رئيس تحرير سلسلة "الجوائز"، التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب: إن "الجوائز" معنية بترجمة الأدب العالمي إلى العربية، غير أن تجربة ترجمة رواية "أيامنا الحلوة" كانت حدثًا استثنائيًّا، فهي من المرات القليلة التي تتم فيها ترجمة أدب لمؤلف عربي، إذ تدور أحداثه في واقع عربي، لكنه مكتوب باللغة الفرنسية. وأضافت في ندوة مناقشة "أيامنا الحلوة" بحضور مؤلفها موحا صواك، ومترجمها فريد زاهي، أن المجتمع المغربي من المجتمعات العربية القليلة التي تشكل اللغتان الفرنسية والإسبانية جزءًا من نسيجها الثقافي والمعرفي، وقالت: كنا محظوظين في السلسلة بأن يكون المؤلف والمترجم ابنين لنفس الثقافة. وأشارت إلى أن أهمية الرواية ترجع أيضًا لكونها شهادة عربية مكتوبة بالفرنسية، وليست رؤية فرنسية لواقع عربي. وشارك في مناقشة رواية "أيامنا الحلوة"، ضمن ندوات قاعة ضيف الشرف في معرض الكتاب، الناقد الدكتور محمد الشحات الذي قال إن الرواية تنتمي إلى فن النوفيللا التي تُقرأ دفعة واحدة. والتفتَ الشحات إلى بنية السرد الروائية التي اعتمدت على إيقاع متحرك في المكان عبر رحلة قطار يقطع كثيرًا من المدن المغربية منطلقًا من الدار البيضاء إلى الرباط. وقال الروائي المغربي موحا صواك: إنه اعتمد في روايته، التي فازت بجائزة الأطلس الكبير في الأدب الفرنكفوني لعام 2014، على بنيتين زمنيتين: إحداهما آنية تتقدم للأمام مع تقدُّم القطار في مسيرته عبر المدن المغربية، والثانية بنية التذكر لدى الصحافي ولدى منى، وكأنها علاقة متوازية أو حركة بين اتجاهي الماضي والمستقبل. وفي معرض تعليقه على سؤال عن سبب الكتابة بالفرنسية، قال صواك إن الرواية وُلدت دفعة واحدة، وجاء تعبيرها الأدبي بالفرنسية، مشيرًا إلى انتمائه للثقافة الأمازيغية التي تملك لغة تعبير مختلفة عن العربية. وتحدَّث المترجم المغربي الكبير فريد الزاهي عن ترجمة الرواية، مشيرًا إلى أنها جاءت هي الأخرى دفعة واحدة وتمّت في زمن قياسي. وقال الزاهي: كنت مشغولًا بمشروعات أخرى عندما عرضت عليَّ الدكتوة دينا مندور ترجمة أيامنا الحلوة، وكنتُ أعرف الكاتب منذ زمن طويل. ولمَّا قرأتها أتممتها في قراءة واحدة وأحببتُ العمل، فكانت ترجمته رحلة جديدة في مشاهدة واقع مغربي قدَّمه مؤلف مغربي عبر وسيط ثقافي مختلف هو اللغة الفرنسية. الأمر الذي جعل ترجمتها إعادة إنتاج للنص في العربية، وهي تجربة ممتعة جدًّا.