تحيي الأوساط الفنية العالمية اليوم الذكرى ال28 لرحيل الفنان التشكيلي سلفادور دالي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1989. ولد "دالي" من أسرة ثرية فكان طفلا مرفها، إلا أنه كان يحمل هم منذ الصغر وهو أنه سمي على اسم أخ له مات قبل ميلاده بعدة سنوات، وقد أرقه بحث أبويه في حركاته وهناته عن أخيه المتوفى، يعتبر دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية. يتميز "دالي" بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي، وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالي يبقى مختلفًا واستثنائيًا في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة. التحق بأكاديمية الفنون الجميلة ب "سان فرناندو" بمدريد، والغريب أن ذلك الطفل المجنون كان يتصرف كطالب مثالي أثناء دراسته، كان معجبا بالفن الكلاسيكي ل "فيلاثكيت"و"غويا" وهما فنانين كلاسيكيين أسبان كان يتابعهم دالي بمتحف "البرادو"، وعند مغادرته للمتحف كان يرسم نماذج تكعيبية فاكتشف الفن التكعيبي، إلا أنه ثار عليه، فاستبدل ألوان قوس قزح بألوان قاتمة مثل الأبيض المنطفئ والأسود والبني والزيتوني. لم يكن ل "دالي" نشاطات سياسية أو ثورية تذكر، إلا أنه طرد من دراسته الأكاديمية لدفاعه بشدة عن أحد أساتذته اليساريين، وعندما عاد لموطنه "كتالونيا" قبض عليه وحبس لمدة شهر، وأطلق سراحه نظرا لعدم وجود أدلة لتأليب الرأي العام ضد الحكم الأسباني المستبد، وسرعان ما عاد لمدريد واستعاد شهرته. أما عن نشاطاته فهي فنية محضة، فقد بدأ دالي ينظم لقاءات دورية مع رسامين سرياليين أمثال لويس أراغون وأندريه بريتون مما ساهم في بلورة أسلوبه وتفوقه عليهم جميعًا، وفي أواخر العشرينات انتسب إلى سرياليي باريس، وهي مجموعة من الفنانين والكُتّاب السرياليين، مما أدى إلى التطور الواضح في أسلوب دالي الفنى في هذا الوقت واتجاهه نحو السريالية. أشهر ما يميز دالي من النظرة الأولى هو شاربه العجيب؛ وما يفسر ذلك هو تعرضه في فترة من فترات حياته لكتابات "نيتشه"؛ وبناءً عليه قرر إطالة شاربه ليصبح مثل شارب نيتشه مع فارق الكثافة؛ يذكر أنه اهتم بكتابات "فرويد" أيضا. يتميز دالي بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي، وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالي يبقى مختلفًا واستثنائيًا في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة. تزوج من "جالا" وهي روسية تكبره ب10 أعوام، وقد ساهمت في ترويض جنونه، ومن أشهر أعماله سيناريو فيلم "كلب أندلسي"، ولوحات شهيرة منها "صلب المسيح" و"ثبات الذاكرة" وغيرها الكثير.