أزمة الدواجن تحاصر الحكومة.. والمربون "يرمون الكتاكيت" في الشارع

إعداد: أميرة سالم ومحمد المتولى وأحمد أبوالقاسم وداليا عبدالقادر ومحمد المواردي
قرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تشكيل ثلاث لجان لدراسة المشكلات التى تواجه صناعة الدواجن فى مصر.
اللجان – حسب بيان الوزراة أمس - هى: «الإجراءات العاجلة لتوفير المنتج وضبط أسعار الدواجن»، و«دراسة المشكلات التى تواجه صناعة الدواجن وتقديم مقترحات حلها»، ولجنة وضع الخطة المتكاملة لتطوير والنهوض بصناعة الدواجن فى مصر والتغلب على المشكلات التى تواجهها.
ونص القرار الوزارى الذى حمل رقم 33 لسنة 2017، والخاص بتشكيل اللجنة الأولى، وهى لجنة الإجراءات العاجلة لتوفير المنتج وضبط الأسعار بالنسبة للدواجن، على أن يكون الدكتور نبيل درويش، رئيس الاتحاد العام لمنتجى الدواجن منسقًا لهذه اللجنة، وممثلا عن وزارة التموين والتجارة الداخلية، وحدد القرار اختصاصات هذه اللجنة فى مراجعة بنود التكاليف الإنتاجية والتسويقية وتحديد سبل وآليات تحقيق الالتزامات الخاصة بتوفير الإنتاج بكميات مناسبة وبأقل أسعار ممكنة، فضلًا عن إعداد خطة عمل مناسبة لتعاقد كبار ومتوسطى المنتجين على زراعة الذرة فى الموسم الصيفى القادم لتعظيم مساهمة الإنتاج المحلى فى توفير هذا المكون العلفى الأساسي، وتحديد أفضل السبل وأكثرها سرعة ومرونة لتوفير ما يلزم من الأدوية واللقاحات اللازمة، كذلك وضع الأسس والآليات المناسبة والعادلة لتعويض حالات الضرر الفادح للمزارع المرخصة والملتزمة بتدابير الأمان الحيوي.
وقرر وزير الزراعة أيضًا، تشكيل لجنة لدراسة المشكلات التى تواجه صناعة الدواجن وتقديم مقترحات حلها، بحيث تكون الدكتورة منى محرز ممثل الاتحاد العام لمنتجى الدواجن منسق هذه اللجنة،
وحدد القرار الذى حمل رقم 34 لسنة 2017، اختصاصات هذه اللجنة فى إعداد قاعدة بيانات حديثة وشاملة لمختلف حلقات وأنشطة الصناعة، فضلًا عن وضع خطة عمل وآليات تنفيذ برنامج للتدريب والتنمية البشرية فى المجالات التى تنهض بهذه الصناعة، وإعداد مجموعات من التقارير حول أهم المشكلات التى تواجه الصناعة ومقترحات حلها.
وقرر فايد أيضًا، تشكيل لجنة لوضع الخطة المتكاملة لتطوير والنهوض بصناعة الدواجن فى مصر والتغلب على المشكلات التى تواجهها، وذلك بالقرار الوزارى الذى حمل رقم 35 لسنة 2017، على أن يكون منسق هذه اللجنة الدكتور محمد حمدى سالم، كما حدد القرار اختصاصات اللجنة، فى إعداد الإطار العام لخارطة الطريق للتطوير والتوسع المنشود فى صناعة الدواجن والنهوض بها ووفق رؤية متكاملة لمختلف حلقات وأنشطة هذه الصناعة، فضلًا عن إعداد الخطة التنفيذية التفصيلية والمخطط الزمنى للتطوير والتوسع.
وأشارت وزارة الزراعة، إلى أن ذلك يأتى ضمن تكليفات وتوجهات الحكومة فى النهوض بصناعة الدواجن فى مصر وتطويرها وتنميتها، وتنفيذا لقرار رئيس مجلس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، والذى حمل رقم 3140 لسنة 2016، بتشكيل لجنة لدعم صناعة الدواجن والتغلب على المشكلات التى تواجهها، وهى اللجنة التى يتولى رئاستها الدكتور عصام فايد.
من جهة أخرى أعلن عدد كبير من مربى ومنتجى الثروة الداجنة بمحافظة الدقهلية، التوقف عن الإنتاج والتربية بالمزارع، بسبب الخسائر الكبيرة التى يتعرضون لها، جراء ارتفاع جميع مدخلات الأعلاف والأدوية البيطرية التى يتم استيرادها من الخارج.
وقال إبراهيم مشالى، صاحب مزرعة دواجن بمدينة طلخا، إن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل جنونى خلال الآونة الاخيرة، جراء تحرير سعر الصرف، والاعتماد بشكل كامل على مدخلات يتم استيرادها من الخارج، ما زاد الأعباء.
وأوضح أن الحكومة قررت إلغاء رفع الجمارك على الدواجن المجمدة، لكن فى ظل زيادة أسعار الدولار بشكل كبير أصبحنا غير قادرين على توفير احتياجات المزارع من ذرة وصويا وأدوية بيطرية، خصوصا أنها تستورد من الخارج، وبأسعار مبالغ فيها، مع فرض رسوم جمركية يزيد من تكاليفها.
وأضاف على رمانة، أحد أكبر منتجى الدواجن بالدقهلية، إن عددا كبيرا من أصحاب المزارع على مستوى المحافظة قرروا التوقف عن العمل والإنتاج، نتيجة للزيادة المستمرة لجميع مدخلات صناع الدواجن، وعدم القدرة على الإنتاج بسعر ملائم، الأمر الذى عرضهم إلى خسائر كبيرة.
وأشار إلى أن سعر الكتكوت الأن أصبح جنيها واحدا، يستهلك خلال الدورة 6 كيلو من الأعلاف، بالإضافة الى التحصينات وأجرة العمال بداخل المزرعة ووسائل التدفئة التى تستخدم خلال فصل الشتاء، لتصل تكلفة تسمين الدجاجة خلال مدة الدورة إلى 45 جنيها وزن 2 كيلو، ما نضطر معه إلى طرح الدجاجة للمستهلك بهذا السعر، الأمر الذى يؤدى إلى خسائر لا يمكن تحملها.
وكشف أن سعر طن الذرة وصل إلى 4100 جنيه، والصويا 7800 جنيه، ما دفع عددا كبيرا من أصحاب المزارع ممن لديهم كتاكيت، إلى إلقائها فى الشارع وتوزيعها، لعدم القدرة على توفير احتياجاتهم من الأعلاف.
وطالب بسرعة التحرك، وعرض مذكرة شاملة على الدكتور شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لوضع حل جذرى لإنقاذ الثروة الداجنة، خصوصا أن مصر كانت من أكبر الدول إنتاجا للدواجن وبيض المائدة وسلة كبيرة للتصدير للدول العربية.
وتجولت «البوابة» فى عدد من الأسواق للتعرف على أسعار الدواجن، ووصل سعر كيلو الدجاج الأبيض إلى 22 جنيه للكيلو، وسجل سعر الدجاج البلدى 23 جنيها للكيلو. أما سعر بيض المائدة فوصل سعر الكرتونة «الأحمر» إلى 31 جنيها، والبيض البلدى «كبير» 34 جنيها، والبلدى «صغير» بسعر 32 جنيها.
وتوقع رشاد قرنى، عضو شعبة الثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية، استمرار ارتفاع أسعار الدواجن والبيض، خصوصا مع ارتفاع سعر الدولار، لافتا إلى أن جميع مستلزمات تربية الدواجن نستوردها.
وأوضح أن هناك عوامل تتحكم فى أسعار الدواجن، وهى العرض والطلب، وتغير سعر العملة، ومدى انتشار الأمراض الفيروسية، وانخفاض شديد فى درجة الحرارة من بداية ديسمبر حتى منتصف فبراير، ما أدى إلى إحجام المربين عن تربية الدواجن.
وأضاف: «كيلو الدواجن البيضاء ارتفع فى المزرعة إلى 23 جنيها، ويصل للمستهلك ب28 جنيها، بينما سعر كيلو الدواجن البلدى فى المزرعة 27 جنيها، ويصل للمستهلك ب33 جنيها».