تناول عدد من كتاب مقالات الصحف القومية الصادرة اليوم الخميس، عددا من القضايا التي تهم المواطن المصري والعربي مواجهة الإرهاب، وعودة علماء مصر للمشاركة في مؤتمر الغردقة، والأزمة السورية. ففي عموده (بدون تردد) في صحيفة (الأخبار)، وتحت عنوان "مواجهة شاملة للإرهاب" أكد الكاتب محمد بركات أنه في ظل الحرب المشتعلة والمواجهة الشاملة التي نحن فيها الآن مع الإرهاب وجماعة الإفك والتكفير والتفجير، علينا أن نعي جيدا أنه لا سبيل أمامنا ولا خيار لنا سوى الانتصار في هذه الحرب وتلك المواجهة بإذن الله. وأوضح بركات أن الانتصار في هذه الحرب يتطلب الإدراك منا جميعا، بأنها ليست حرب القوات المسلحة والشرطة وحدهما، بل هي حربنا جميعا، أي أنها حرب كل المصريين، وفي المقدمة منهم المثقفون والمفكرون والإعلاميون والفنانون، ومعهم كل المؤسسات التعليمية والدينية وخبراء الاجتماع، باعتبار هؤلاء جميعا هم عقل الأمة وضميرها الواعي والمستنير. وشدد على ضرورة أن يتسلح جموع الشعب وعامة الناس باليقظة الكاملة والانتباه التام لكل ما يثير الشك ويدعو للريبة، وذلك حتي تضيق الفرصة أمام كل إرهابي يسعي للمساس بأمن وسلامة الوطن، ويحاول القيام بالتخريب أو التفجير في غفلة منا جميعا. وقال بركات "علينا أن نعي جيدا أننا نستطيع بالفعل إحباط جميع المحاولات الآثمة والمجرمة للإرهابيين، إذا ما كنا علي القدر اللازم والضروري من اليقظة والانتباه لما يدور حولنا، خاصة أن هؤلاء الإرهابيين القتلة يعتمدون في جرائمهم علي استغلال حالة الاسترخاء وعدم التنبه التي نحن عليها، كما يستغلون ايضا غياب اليقظة لدينا لما يجري حولنا".. "وهذا يتطلب أن نضع حدا عاجلا لحالة الاسترخاء والغفلة المنتشرة بيننا والسائدة للأسف، في عمليات التأمين الواجبة لكثير من الأماكن الحيوية والمؤسسات المهمة". أما الكاتب فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" فأكد في عموده "كلام بحب" تحت عنوان "نسمة هبت على الوطن" أن السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة لخصت عودة علماء وخبراء مصر في الخارج للمشاركة في المؤتمر الوطني الذي افتتح أمس بالغردقة بأنهم "نسمة هبت علي الوطن في أوقات عصيبة تمر بها البلاد".. مشيرا إلى أن الحاضرين القادمين من أنحاء العالم ومن ربوع الجمهورية لخصوا الأبحاث وأوراق العمل المقدمة لجلسات المؤتمر في كلمتين "مصر تستطيع". وقال الكاتب "لدينا كنز من خيرة علماء العالم.. أهملناهم طويلا.. وتركناهم للغربة حتي نسي بعضهم كيف يتحدث بلغتنا.. تغير لسانه ولكن ظل قلبه معلقًا بالأرض والنيل والذكريات.. عندما سمع النداء لبي فورًا.. لم يسأل فيما يقال هناك عن الامن والاستقرار.. والتفجيرات والإرهاب.. سارع بالحضور ليشارك بعلمه وجهده وفكره ووقته وآه لو تعرفون ماذا يعني الوقت عندهم إنه ثروتهم.. ولكنهم تركوا كل شيء ولم يلتفتوا لأي تحذيرات ولم يخافوا من الإرهاب.. وتأبط كل واحد منهم عصارة فكره وثمرة شقاء عمره.. وجاء بأبحاثه ليساهم في بناء الوطن ويرد له الجميل". وأكد عنبه أن كل تجمع أو مؤتمر يجمع المصريين بالخارج يجعلنا نزداد قناعة بحتمية تطوير التعليم والاهتمام بمنح الأولوية للبحث العلمي فعند المتعلم الفكر والرؤية والنقاش والحوار واتساع الأفق.. ولدي الباحث الحل لكل مشكلة والابتكار والإبداع والتكنولوجيا.. وهو ما تحتاجه مصر الآن. ورأى رئيس تحرير "الجمهورية" أن المؤتمر، الذي يختتم جلساته اليوم بتوصيات نتمني أن ترى النور قريبا، خرج بعدة رسائل مهمة خرج أهمها ضرورة التواصل مع علمائنا بالخارج فهم علي استعداد لتقديم الجهد والابحاث والمشورة، وثانيا أن التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في الإعلام ليس شرا خاصة إذا كان هناك وعي عند أصحابه. ووجه عنبه التحية لكل من شاركوا في الإعداد للمؤتمر ولكل علماء مصر في الخارج، قائلا "يبقي أن ينتقل الاهتمام أيضا إلى علماء مصر في الداخل الذين لايجدون من يستمع إليهم أو ينفذ أبحاثهم وابتكاراتهم أو حتي أخذ رأيهم.. ولو فعلنا لما وصلنا إلي هذه الحال اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ولما دخل الإرهاب إلي ديارنا". وتحت عنوان "حلب بالكامل تحت سيطرة بشار الأسد!" قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام": سقطت مدينة حلب بالكامل فى أيدى قوات الرئيس بشار الأسد، وتوقف القتال تماما فى المدينة بعد أن استسلم المتمردون وقبلوا الخروج بأسلحتهم الصغيرة إلى منطقة إدلب القريبة. وأضاف مكرم أنه في الوقت الذي توجه فيه عشرات آلاف من المدنيين المحاصرين شرق المدينة إلى نصفها الغربي الذي تسيطر عليه قوات الاسد، فى اتفاق نظمه الروس والاتراك، يسمح بخروج المدنيين والمسلحين ابتداء من الساعة 6صباحا، فاجأ مجلس الأمن وفاجأ الولاياتالمتحدة أقر فيه المسلحون بهزيمتهم، وتشير تقارير، أغلبها غربية، إلى أن قوات بشار الأسد اقتحمت المناطق الأخيرة من نصف المدينة الشرقي، وارتكبت مذابح سقط فيها العشرات من النساء والأطفال، بينما تطالب فرنسا بوجود مراقبين على الأرض يضمنون الخروج الأمن للمسلحين والمدنيين. وأكد الكاتب أن المتمردين لا يسيطرون على أي مواقع استراتيجية فى حلب الشرقية.. مشيرا إلى أن المدينة تكاد تكون تحت السيطرة الكاملة لقوات بشار الأسد، كما لا يبدو أن هناك فرصة مواتية أمام قوات المتمردين لتغيير موازين القوى الراهنة فى حلب، بعد ان تمكنت القوات السورية تؤازرها المليشيات العراقية وقوات من حزب الله من تدمير دفاعات المتمردين. وقال "باستثناء استيلاء قوات "داعش" على مدينة تدمر الآثرية بعد تسعة أشهر من الخروج منها بسبب النقص الشديد فى إعداد القوات المسلحة السورية نتيجة تركيز كل الجهود على معركة مدينة حلب، تكاد تنحسر جهود المعارضة فى بعض الجيوب الصغيرة حول مدينتى دمشق وحمص، الأمر الذي أضعف من قدرة المتمردين على التفاوض. وأوضح مكرم، في ختام مقاله، أن الروس والسوريين لا يتعجلون الاتفاق مع الولاياتالمتحدة حول مدينة حلب انتظارا لتولى الرئيس الجمهوري الجديد السلطة فى يناير المقبل، حيث تؤكد كل الدلائل أن مرحلة جديدة سوف تبدأ فى العلاقات بين روسيا وأمريكا، بدايتها إسقاط العقوبات الدولية الأخيرة عن روسيا، والانغماس المشترك فى إنهاء الحرب الاهلية السورية.